قولنا شربك السويق ملتوتا ، وضربك زيدا قائما ، معناه : شربك السويق إذا حدث لتّه ، وضربك زيدا إذا حدث قيامه ، فاللفظ لزيد والسّويق ، والمراد الإخبار عن حدوث أحوالهما (١).
فإن قال قائل : قولك : كان أخوك ظريفا ، وكان زيد ذاهبا ، هو إخبار عن حدوث ذهابه وحدوث ظرفه ، فاجعل (كان) تامة في مثل ذا الموضع وفي جميع أحوالها ؛ قيل له :
ليس معنى الكلام الإخبار عن حدوث الظّرف والذهاب ، وإنما معناه الإخبار عن استحقاق زيد لهذا الوصف فيما مضى من الزمان ، ولهذا كان الخبر يجوز أن يكون معرفة ونكرة. ومع هذا إنّا لم نعلق وقوع شيء من الأشياء بحدوث الظّرف والذهاب ، كما فعلنا في قولك : شربك السّويق ملتوتا ، وضربك زيدا قائما ، ونحن قد علّقنا وقوع الشرب والضرب بحدوث لتّ السّويق وقيام زيد.
و (هيفاء) عاملة في إذا المقدرة بعدها ، وكذلك عجزاء. وأصل الكلام : هي هيفاء إذا كانت مقبلة ، وعجزاء إذا كانت مدبرة.
و (جدلت) وصف لمحطوطة ، وعجزاء خبر مبتدأ مثل هيفاء ، وكذلك شنباء. وأصله : شنب أنيابها. وشنب جمع أشنب ، والناب مذكر (٢) ولكنه
__________________
(١) فالأقرب أن نقول في إعراب كل من : (ملتوتا وقائما) بأنها : حال أغنت عن خبر المبتدأ.
(٢) كذا قال : المفضل بن سلمة في : (مختصر المذكر والمؤنث ص ٥٤) وأبو موسى الحامض في : (ما يذكر ويؤنث من الإنسان ومن اللباس ص ٢٦٦ ـ فصلة) وأحمد بن فارس في : (المذكر والمؤنث ص ٥٦) وكلها بتحقيق الدكتور رمضان عبد التواب. أما الفيروزابادي في القاموس (الناب) ١ / ١٣٥ فيذكر أن الناب مؤنث.