سكونه عنها لشهرة رواتها بالكذب ، مات بمكة في ليلة عاشوراء سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة ، ومن قال غيره فقد أخطأ ، ومن نظمه :
سألت طبيبي عن دوائي فقال لي |
|
تموت فتنجو أو تعيش فتسلما |
فإن مت من وجدي ظفرت بجنتي |
|
وإن عشت محزونا كتبتك محسنا |
كذا سيرتي في أهل ورى وصفوتي |
|
فإن كنت تعشقنا تأهب لقربنا |
فقلت : مليكي ليس لي ما أريده |
|
فجد لي بعفو منك يا غاية المنى |
٣٢٨٨ ـ عمر عبد الله بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة : ابن عم قحافة والد أبي بكر ، القرشي ، التيمي ، المدني ، قال المدائني ، إنه ولد هو وعمر بن سعد بن أبي وقاص وعمر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام عام قتل عمر بن الخطاب ، فسمي كل منهم عمر ، وفد على عبد الملك بن مروان سنة اثنتين وثمانين فمات فيها بدمشق ، وهو الذي أرسل إلى أبان بن عثمان حين رمدت عينه (وهو محرم) نبيه بن وهب ، سأله عن المحرم وهو أمير الموسم يكحل عينه وبما ذا يكحلها ، فأرسل إليه يضمدها بالصبر ، وكذا أرسل نبيها إلى أبان حين أراد أن ينكح ابنة شيبة بن عثمان ، وقد ذكره البخاري فقال : أراه أخا معاذ التيمي ، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه : روى عن أبان بن عثمان ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : يكنى أبا حفص ، يروي عن العراقيين ، وعنه عبد الله بن عون ، وقال ابن عساكر : روى أيضا عن ابن عمر وجابر ، وذكر في الرواة عنه أيضا عطاء بن أبي رباح ، وكان ابن الزبير ولاه البصرة ، ثم قتال الأزارقة لما ولي مصعب بن الزبير على العراق ، وولي إمرة فارس أيضا ، وتزوج عائشة ابنة طلحة بعد مصعب بن الزبير ، وكان أحد قريش وأشرافها جوادا ممدحا شجاعا ، بعث مع سليمان بن قنة إلى ابن عمر بألف دينار فقبضها منه وقال : وصلته رحم ، وقام رجل إلى المهلب فقال : أخبرنا عن شجعان العرب ، فذكره فيهم ، وروى الزبير بن بكار في الموقفات : إن مدنيا كانت له جارية يحبها فأملق فباعها ، فاشتراها عمر هذا ، فقالت الجارية حين فارقها سيدها أبياتا منها :
هنيئا لك المال قد صنته |
|
ولم يبق في كفي إلا تفكري |
فأجابها بأبيات منها :
عليك سلام لا زيارة بيننا |
|
ولا وصل إلا أن يشاء ابن معمر |
فقال ابن معمر : قد شئت خذها ولك ثمنها ، وأخباره في الجود والسخاء شهيرة ، وكان سالم بن النضر كاتبه ومولاه.