وفي رابع شهر رمضان قبضوا على الأمير بهاء الدين بغدي ، وبدر الدين بلغان بعد أن جرح بلغان وانهزم من كان معهما وحملا إلى القلعة ودخل المعزية القاهرة فقبضوا على الأمير عز الدين أيبك الأسمر ، وأرزن الرومي ، وسابق الدين بوزبا الصيرفي وغيرهم من الأشرفية ، ونهبت دورهم ، ووقع في البلد اضطراب عظيم ، ثم نودي بالأمان لمن دخل في الطاعة وسكن الناس.
وفي خامس شهر رمضان ركب الملك المنصور وفي خدمته الأمير سيف الدين قطز وباقي مماليك أبيه ، وشق القاهرة ، وفي عيد الفطر نزل الملك المنصور وصلى في المصلى ، ثم ركب إلى القلعة ومد السماط ووردت الأخبار إلى الديار المصرية بمفارقة البحرية للملك الناصر صلاح الدين يوسف ، فظن المصريون أن ذلك خديعة من الملك الناصر وأنه قد عزم على قصد البلاد ، فأخذوا في التحرز.
وفي ثالث شوال خرج من القاهرة جماعة أمراء مقدمهم الدمياطي وخرج غد هذا اليوم آخرون ونزلت العساكر بالعباسة وما حولها ، ثم وردت الأخبار بأن عساكر الملك الناصر وصلت نابلس لحرب البحرية ، وكانوا نازلين غزة ، ثم ورد الخبر أن البحرية كبسوا عساكر الملك الناصر ، وقتلوا منهم جماعة ليلا ، ثم ورد الخبر أن عسكر الملك الناصر كسروا البحرية ، وأن البحرية انحازوا إلى ناحية زغر من الغور.
وفي الثالث عشر منه دخل جماعة من البحرية إلى القاهرة منهم : الأمير عز الدين أيبك الأفرم ، فتلقوا بالإكرام ، وأفرج عن أملاك الأفرم ونزل بداره بمصر ، وترادفت الأخبار بالديار المصرية أن البحرية رحلوا من زغر طالبين بعض الجهات ، فاتضح من أمرهم أنهم خرجوا من دمشق على حمية ، وأنهم قصدوا القدس الشريف ، وهو مقطع الأمير سيف الدين أيبك من جهة الملك الناصر ، وطلبوا منه أن يكون معهم ، فامتنع فاعتقلوه وخطبوا للملك المغيث ، وجاءوا إلى غزة ، وقبضوا