إلى جهة الشام وتقنطر بالأمير عز الدين أيبك الحلبي الكبير فرسه ، وكذلك خاص ترك الصغير فهلكا خارج القاهرة ، وأدخلا ميتين ، واتبع العسكر المنهزمين ، فقبض على أكثرهم وحملوا إلى القلعة ، واعتقلوا بها وقبض على الأمير شرف الدين الفائزي ، واعتقل وفوض أمر الوزارة إلى القاضي بدر الدين يوسف السنجاري مضافا إلى قضاء القاهرة وما معها ، واحتيط على موجود الفائزي ، وكان له مال كثير ، ولكن كان أكثره مودعا ، وأخذ خطه الأمير سيف الدين قطز بمائة ألف دينار ، واحتيط على بهاء الدين علي بن محمد بن سليم بن حنّا وزير شجر الدر ، وأخذ خطه بستين ألف دينار.
وفي يوم الأربعاء منتصف الشهر المذكور رتب الأمير فارس الدين أقطاي المستعرب أتابكا للملك المنصور.
وفي رجب رفعت يد القاضي بدر الدين من الوزارة ، وأضيف إليه قضاء مصر وأعمالها فكمل له قضاء الاقليم بكماله ، وولي القاضي تاج الدين ابن بنت الأعز الوزارة.
وفي هذه السنة وقعت وحشة في نفس الملك الناصر صلاح الدين يوسف من البحرية ، وأنهي إليه أنهم عزموا على اغتياله والتغلب على الملك ، فتقدم إليهم بالانتزاح عن دمشق ففارقوها على صورة العصيان والمشاققة ، ونزلوا غزة ، ثم انتموا إلى الملك المغيث فتح الدين عمر بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر ابن الملك الكامل صاحب الكرك ، وفي شعبان كثرت الأراجيف بالقاهرة بأن الأمراء والأجناد اتفقوا على إزالة أمر مماليك الملك المعز عن البلد ، وأن الملك المنصور تغير على الأمير سيف الدين قطز ، واجتمع أكثر الأمراء في دار الأمير بهاء الدين بغدي مقدم الحلقة ، ثم رضي الملك المنصور على قطز ، وخلع عليه وطيب قلبه.