لا يتعرضون لها بمساءة ، ولما كان يوم الإثنين التاسع والعشرين منه خرجت من دار السلطنة إلى البرج الأحمر ، وعندها بعض جواريها ، وقبض على الخدام واقتسمت الجواري ، فكان نصر العزيزي الصالحي هو أحد الخدام القتلة قد هرب يوم ظهور الواقعة إلى الشام ، واحتيط على الدار ، وجميع ما فيها وكان يوم ظهور الواقعة أحضر الصفي بن مرزوق من الدار وسئل عن حضوره عند شجر الدر فعرفهم صورة الحال فصدقوه وأطلقوه ، وحضر الأمير جمال الدين إيدغدي العزيزي ، وكان الناس قد قطعوا بموته فأمر باعتقاله ، ثم نقل إلى الإسكندرية فاعتقل بها ، وفي يوم الإثنين المذكور صلب الخدام الذين اتفقوا على قتل المعز ، سنجر غلام الجوجري ثم ظفر به وصلب إلى جانب أستاذه محسن فمات سنجر وقت العصر من هذا اليوم على الخشبة ، وتأخر موت الباقين إلى تمام يومين.
وفي يوم الخميس ثاني ربيع الآخر ركب ودخل القاهرة من باب النصر ، وترجل جميع الأمراء خلا الأتابك علم الدين سنجر الحلبي ، وصعد القلعة ومد السماط للأمراء ، وتقرر في الملك ، ووزر له وزير أبيه شرف الدين الفائزي ، وفي يوم الجمعة ثالث ربيع الآخر خطب للملك المنصور وبعده لأتابكه علم الدين سنجر الحلبي.
وفي مستهل ربيع الآخر فوض القضاء بالقاهرة وأعمالها إلى القاضي بدر الدين السنجاري ، وعزل عن ذلك تاج الدين ابن بنت الأغر ، وأبقي عليه قضاء مصر وعملها.
وفي يوم الجمعة عاشر الشهر قبض الأمير سيف الدين قطز ، وعلم الدين سنجر الغتمي ، وسيف الدين بهادر ، وغيرهم من المعزية على الأتابك علم الدين سنجر الحلبي وأنزلوه إلى الجب بالقلعة لتخيلهم منه الاستيلاء على الملك ، فاضطرب الأمراء الصالحية ، وركب العسكر وخيف على البلد النهب ، ثم خاف الصالحية على أنفسهم فهرب أكثرهم