قال المبارك بن أبي بكر بن حمدان في قلائد الفرائد : قدم إربل رسولا من ديوان الخلافة إلى خوارزم شاه منكبرتي بن محمد بن تكش ، فاجتمعت به بعد عوده من الرسالة بإربل في أواخر شعبان سنة سبع وعشرين وست مائة ، وذكر لي أن مولده في ذي القعدة سنة ثمانين وخمس مائة ، وأن له عدة تصنيفات في الخلاف والجدل ، والمذهب والوعظ ، وأنه قرأ القرآن الكريم بالقراءات على أبي بكر الباقلاني ، وله كتاب سماه معادن الإبريز في تفسير الكتاب العزيز ...
وذكر ابن المستوفي في تاريخ إربل أن محيي الدين المذكور تولى حسبة بغداد ، وعقد بها مجالس الوعظ ، وقيل إنه كان يعمل في كل اسبوع قصيدة يمدح بها الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين.
وقال قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس أحمد بن خلكان رحمهالله تعالى في كتابه الموسوم بوفيات الأعيان : حكى لي الوجيه أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن سويد التاجر التكريتي قال : كان الشيخ محيي الدين خال أبو المظفر يوسف بن الجوزي رحمهالله قد توجه رسولا من بغداد إلى الملك العادل بن الكامل بن العادل ابن أيوب سلطان مصر في ذلك الوقت ، وكان أخوه الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محبوسا في قلعة الكرك يومئذ ، فلما عاد محيي الدين راجعا إلى بغداد ، وقدم دمشق وكنت بها ، فدخلت عليه أنا والشيخ أصيل الدين أبو الفضل عباس بن عثمان بن شهاب الإربلي ، وكان رئيس التجار في عصره ، وجلسنا نتحدث معه ، فقال : حلفت الملك الناصر داود صاحب الكرك أن لا يخرج الملك الصالح نجم الدين من الحبس إلّا بأمر أخيه الملك العادل ، قال : فقال له الأصيل : يا مولانا هذا بأمر الديوان العزيز؟ فقال محيي الدين : وهل هذا يحتاج إلى إذن؟ هذا اقتضته المصلحة ، لكن أنت تاريخ يا أصيل الدين ، فقال : يعني مولانا أني قد كبرت ، وما أدري ما أقول ، وأنا أحكي لمولانا حكاية في