والشاخوري (١) مسكنا. وظنّي بهذا التاريخ المتقدم في حياة المصنف. ونسخته كثيرة التصحيف والغلط ، فصحح الضعيف ما أمكنه ، وكان كتبها في النجف على استعجال ، وفرغ منها ليلة الاثنين لثمان بقين من ذي الحجة من شهور سنة خمس وستين وثلاثمائة وألف حامدا مصليا داعيا إلى الله تعالى أن ينفع بها أنه على كل شيء قدير ، وله الحمد والشكر في البدء والختام).
أما النسخة الثالثة : فهي في مكتبة مديرية الأوقاف العامة ببغداد ومسجلة لديها برقم ١٢٣١٧. خطّها نسخي لا بأس به ، خالية من الضبط وهي كسابقتيها من ناحية التصحيف والأغلاط. جاء في آخرها ما نصه (وقع الفراغ من نسخ هذه الرحلة على يد كاتبها المفتقر إلى عفو ربه الجليل عبد الله بن عيسى بن اسماعيل ، الشهير بالعباسي ، غفر الله له الزلل ، وستر له الخلل ، ووفقه لصالح العمل ، هو ووالديه وإخوانه ومحبيه في الله وسائر المسلمين ، في اليوم الخامس عشر من ذي الحجة الحرام من شهور سنة إحدى وثلاثين بعد المائتين والألف من هجرة من له العز والشرف صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذرياته وسلم تسليما كثيرا ، والحمد لله ربّ العالمين سبحانه وتعالى.
قابلتها وأصلحتها. وإلّا (كذا) فالمرجو من الاخوان المسامحة على ما فيها من التحريف ، وأن يصلحها من هو أهل لذلك لتخلو من التصحيف. والله سبحانه وتعالى يصفح عن الجميع بمنه وكرمه آمين).
ولما لم أوفّق إلى العثور على نسخة المؤلف أو نسخة مقروءة عليه ، لم أشأ التوسع في الحصول على نسخ أخرى لا يجني المحقق منها غير التعجيز ، وتضخيم الكتاب بكثرة الشروح لبيان ما فيها من تصحيفات وما يوجد بينها من اختلافات ، ومثل هذا العمل في الواقع إحصائي أكثر منه أدبي ، ويكفي المحقق أن يطمئن إلى سلامة النص ، ويتثبت من صحة عمله.
__________________
(١) لعلها الشاغوري ، نسبة إلى الشاغور : محلة خارج الباب الصغير من قبلي دمشق ظاهر المدينة.