يحيى بن حسين بن محمد بن أحمد بن يوسف بن علي بن صالح بن ابراهيم ، بدر الدين القرشي المخزومي الاسكندري المالكي ، وعرف بالدماميني. قال السخاوي (١) ولد سنة ثلاث وستين وسبعمائة بالاسكندرية ، وسمع بها من البهاء ابن الدماميني. وشيوخه بالقاهرة : السراج ابن الملقن ، والمجد اسماعيل الحنفي ، وبمكة : القاضي أبو الفضل النويري. ومهر في العربية والأدب ، وشارك في الفقه وغيره بسرعة إدراكه ، وقوّة حافظته ، ودرّس بالاسكندرية في عدة مدارس ، وناب عن ابن التنسي في الحكم ، وتصدّر بالأزهر لإقراء النحو. ودخل دمشق ، وحجّ ورجع إلى بلده. وترك النيابة وولي الخطابة مع إقباله على الاشتغال ، وإدارة دولاب متّسع للحياكة وغير ذلك إلى أن وقف عليه مال كثير. فاحترقت داره ، وفرّ من غرمائه إلى جهة الصعيد فتبعوه وأحضروه إلى القاهرة. فقام معه التقي ابن حجة ، وأعانه كاتب السر ناصر الدين ابن البارزي حتى صلح حاله. وحضر مجلس المؤيد ، وعين لقضاء المالكية بمصر ، فرمى بقوادح لم تبعد عن الصّحة. واستمرّ بها إلى أن سار إلى الحج سنة تسع عشرة وثمانمائة. ومنها إلى اليمن في أول سنة عشرين ، ودرّس بجامع زبيد نحو سنة فلم يرج له بها أمر ، فركب البحر إلى الهند ، فأقبل عليه أهلها كثيرا وعظّموه وأخذوا عنه ، وحصّل دنيا عريضة ، وكان أحد الكملة في فنون الأدب. أقرّ له الأدباء بالتقدّم فيه ، وبإجادة القصائد والمقاطع والنثر ، معروفا بإتقان الوثائق مع حسن الخطّ. وصنّف نزول الغيث ، انتقد فيه أماكن من شرح لامية العجم للصلاح الصفدي المسمى : بالغيث الذي انسجم ، وقرّظ له أئمة عصره فأمعنوا. وله تحفة الغريب في حاشية مغنى اللّبيب ، وهما حاشيتان يمنية ، وهندية. وقد أكثر من تعقّبه فيها المتقي الشمني ، وشرح البخاري ـ وجلّه في الاعراب ونحوه ـ. وشرح التسهيل ، والخزرجية في العروض ، وله [جواهر](٢) البحور في العروض أيضا ، والفواكه البدرية من نظمه ، ومقاطع (٣) الشرب ، وغير ذلك. وقرّظ سيرة المؤيّد لابن ناهض.
__________________
(١) القول في الضوء اللامع للسخاوي ٧ / ١٨٥. في ك (المناوي) مكان (السخاوي).
(٢) زيادة من الضوء اللامع ٧ / ١٨٥ وكشف الظنون / ٦١٣.
(٣) في الأصول (ومقاطيع) والتصويب من الضوء اللامع ، وكشف الظنون / ١٧٨١.