قصر ابن عقبة لا زالت مواصلة |
|
منّي إليك التّحايا نسمة السّحر |
ولا عدتك غوادي الرّيح تسحب في |
|
رحابك الفيح ذيل الطلّ والمطر (١) |
كم لذّة فيك أرضيت الغرام بها |
|
يوما وأرغمت أنف الشّمس والقمر |
وهذه الأبيات من قصيدة له فائقة نظمها في دار ابن عقبة بقرية السلامة (٢) من الطائف وكتبها عليها.
وكان الشريف مسعود بن ادريس (٣) والي مكة المشرفة حلّى شدادا (٤) لناقته ، فأمر القاضي المذكور أن ينظم بيتين ليكتبهما عليه ، فقال وأبدع في التورية :
أفق الشّداد بدت به |
|
شمس الخلافة والهلال |
ومن العجائب جمعه |
|
ليث الشّرافة والغزال |
والهلال ، والغزال في اصطلاحهم اسمان لجزءين من الشداد.
رجع : فأقمنا بهذه القرية أياما ، وقد قام لنا ملكها بالضيافة فيها قياما.
دخلنا على أنّ المقام بليلة |
|
فطابت لنا حتّى أقمنا بها عشرا |
ثم ارتحلنا نقطع تلك المراحل والمنازل ما بين نجد طالع وغور نازل فمررنا على (كلبرجا) وكانت إحدى منازلنا ، وفيها مدفن العلّامة بدر الدين الدماميني شارح التسهيل ، والمغني (٥) ، وهو :
محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر بن
__________________
(١) في نفحة الريحانة (غوادي السحب).
(٢) السلامة : من قرى الطائف بها مسجد للنبي صلىاللهعليهوسلم وقبة تحتها قبر عبد الله بن عباس وجماعة من أولاده (رض).
(٣) هو مسعود بن ادريس بن الحسن بن أبي نمي الثاني. توفي سنة ١٠٤٠ ه (الأعلام ٨ / ١١٠).
(٤) الشداد : رحل الناقة المعدّة للركوب (عامية بدوية) ومن عاداتهم وضع الشداد في صدر المجلس ليتكئ الرئيس عليه ، وقد يتخلى عنه لأحد الضيوف مبالغة في إكرامه.
(٥) هما ، تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد في النحو لابن مالك ، ومغني اللبيب لابن هشام.