غشّت نواظره الدّموع كأنّها |
|
ماء ترقرق في متون بواتر |
رقّت شمائله ورقّ أديمه |
|
فتكاد تشربه عيون النّاظر |
وقال الشيخ أحمد الجوهري (*) معارضا :
وظبي غرير بالدّلال محجّب |
|
يرى أنّ فرض العين ستر المحاجر (١) |
رماني بطرف أسبل الدّمع دونه |
|
لئلّا أرى عينيه من دون ساتر |
وقلت أنا في سنة ثمان وستين وهو أوّل شعري :
ألا ربّ ظبي كالهلال جبينه |
|
رماني بسهم من جفون فواتر (٢) |
يشير بطرف وهو يرتاع خيفة |
|
كما ارتاع ظبي خوف كفّة جازر (٣) |
وعيناه مملوءان دمعا كنرجس |
|
عليه سقيط الطلّ ليس بقاطر |
ومما أنشدنيه الوالد لغيره ، قول القاضي تاج الدين المالكي (*) وهو المبتكر لهذا المعنى :
بدا البرقع الشّرقي كالشّفق الذي |
|
على فرقه لاح الهلال بلا فرق (٤) |
وأبدى عجيبا في عجيب لأنّه |
|
أرانا هلال الأفق يبدو من الشّرقي |
وقال القاضي أحمد بن عيسى المرشدي (*) معارضا :
وخود كبدر التمّ في جنح مصون |
|
حماها عن الأبصار برقعها الشّرقي (٥) |
__________________
(١) في سلافة العصر ونفحة الريحانة (يرى أن ستر العين فرض المحاجر).
(٢) في سلافة العصر ونفحة الريحانة (ولله ظبي).
(٣) الكفة (بضم الكاف وتشديد الفاء المفتوحة) : حبالة الصياد. لا وجود لهذا البيت والذي بعده في سلافة العصر ونفحة الريحانة. وجاء في محلهما البيت الآتي :
جرت بمآقيه الدموع كأنّها |
|
مياه فرند في شفار بواتر |
(٤) جاء صدر البيت في ك هكذا (بدا في ظلام الليل والبرقع الشرقي).
(٥) المصون (بكسر فسكون ففتح) : رداء أسود لنساء الحجاز.