يعانقها خوف النّوى ثمّ تنثني |
|
تمزّق من غيظ على قدك الأزرا |
ألمّا ترى بأن النّقا كيف هذه |
|
تحيل بعطفيها حنوّا على الأخرى |
وكيف وشى غصن إلى غصن هوى |
|
ومن رشأ يوحي إلى رشأ ذكرا (١) |
هما عذلانا في الهوى غير أنّني |
|
عذؤت الصّبا لو تقبلين لها عذرا |
هبيها ـ فدتك النّفس ـ راحت تسرّه |
|
إليها فقد أبدته وهي به سكرى |
على أنّها لو شايعت كثب النّقا |
|
وشيح الخزامى إنّما حملت عطرا (٢) |
ومن نظمه الذي هو أبهى من نظم العقود ، وأشهى من سلافة العنقود قوله :
آه يا غصن النّقا ما أميلك |
|
جلّ يا غصن النّقا من عدّلك |
قد قضى لي بتباريح الجوى |
|
من قضى بالحبّ لي والحسن لك |
أكل الحبّ فؤادي بعد ما |
|
لاك منّي ما تمنّى وعلك |
هلك الشاميّ وجدا وأسى |
|
ما يبالي يا حياتي لو هلك |
قلّ لي فيك غراما وجوى |
|
قلّل الله عذولا قلّلك (٣) |
حكم الله لفؤادىّ على |
|
نسخة الشّيب وتسويد الحلك |
أتراهم قد دروا أيّ دم |
|
هرق الواشي على تلك الفلك (٤) |
يا غراب البين لا كنت ولا |
|
كان واش دبّ فيهم وسلك |
__________________
(١) في نفحة الريحانة لفق من صدر هذا البيت وعجز البيت الذي بعده بيت وأهمل الباقي.
(٢) (شيخ الخزامى) كذا ورد في الأصول ، والمصادر الأخرى عدا أنوار الربيع فالذي فيه (ريح الخزامى).
(٣) في ك ، وأ (عدوا) مكان (عذولا).
(٤) الفلك (بفتحتين) جمع الفلكة (بالتحريك) : قطعة الأرض المستديرة المرتفعة عما حولها. في نفحة الريحانة ٤ / ٣٧٠ (أتراهم قد رأوا) وجاء البيت في سلافة العصر / ٣٤١ في آخر القصيدة.