ذاك الذي جلّ عن تنويه تسمية |
|
شمس علت هل ترى للشمس أمثالا |
الباسم الثغر والأبطال عابسة |
|
والباذل المال لم يتبعه أنكالا |
عار من العار كاس من محامده |
|
لا يعرف الخلف في الأقوال إن قالا |
إن قال أفحم ندب القوم مقوله |
|
أوصال أخجل ليث الغاب إن صالا (١) |
علا به النّسب الوضّاح منزلة |
|
عن أن يماثل إعظاما وإجلالا |
خذها ربيبة فكر طالما حجبت |
|
لولا علاك وودّ قطّ ما حالا |
واسمح بفضلك عن تقصير منشئها |
|
وحسن بشرك لم يبرح لها فالا (٢) |
ثم الصّلاة على أزكى الورى نسبا |
|
وآله الغرّ تفصيلا وإجمالا |
قلت : ولقد رأيت هذا المادح ساحبا أذيال العزّ والجلال بحضرة ممدوحه هذا السيّد المفضال وقد أنزله بأعزّ مكان ، وأحلّه محلّ ابن ذي يزن في رأس غمدان. حتى وعده بوعد شام من وميض بارقة السعد. فلم يلبث أن استوفى ملء مكياله ، وأهابت به دواعي آجاله ، فوافت المسكين منيّته قبل أن تقضى أمنيّته. وهكذا خلق الدهر العرام (٣). وكم حسرات في نفوس كرام. وكانت وفاته يوم الجمعة لعشر بقين من شوال سنة تسع وستين وألف ، روّح الله روحه ، ونوّر برحمته ضريحه ، وقلت أرثيه :
لنا كلّ يوم رنّة وعويل |
|
وخطب يكلّ الرأي وهو صقيل |
بكيت لو أنّ الدّمع يرجع ميّتا |
|
وأعولت لو أجدى الحزين عويل |
لحا الله دهرا لا تزال صروفه |
|
تطول علينا دائما وتعول (٤) |
علام وفيما قد أصاب مقاتلي |
|
وغادرني هامي الدّموع أعول (٥) |
__________________
(١) في ك (إن قال أفحم طلق القول مقوله ـ أو جال ...).
(٢) في سلافة العصر (واصفح) مكان (واسمح) و (لم يبخس) مكان (لم يبرح).
(٣) العرام (بالضم) : الشرس.
(٤) في الأصول (لم يزل متشمتا ـ بطول) والتصويب من الديوان. تعول : تجور.
(٥) في ك (وغادر قلبي بالدموع يسيل).