وحمّلني خطبا تضاءلت دونه |
|
وما أنا قدما للخطوب حمول (١) |
بموت كريم ماجد وابن ماجد |
|
له العزّ دار والعلاء مفيل |
فتى قد عنت يوم الهياج له القنا |
|
وراح الحسام العضب وهو ذليل (٢) |
بكاه القنا الخطّيّ علما بأنّه |
|
كسير وأنّ المشرفيّ كليل |
فمن للعوالي بعد كفّيه والنّدى |
|
ومن في صفوف النّاكثين يجول |
ومن بعده للسّيف والضيف والعلى |
|
ومن بعده للمكرمات كفيل |
ربيب علا شحّ الزّمان بمثله |
|
وكلّ زمان بالكرام بخيل |
ولما نعى النّاعي به ضاق بي الفضا |
|
وراخت دموعي الجاحدات تسيل |
وهيهات أن تأتي النّساء بمثله |
|
ويخلف عنه في الأنام بديل |
سأبكيك يا عمّار ما ناح طائر |
|
وما ندبت بعد الرّحيل طلول |
مصابي وإن طوّلته عنك قاصر |
|
ودمعي وإن أكثرت فيك قليل |
سلكت وأسلكت الأسى في حشاشتي |
|
ممرّ سبيل ما سواه سبيل |
لك اليوم في قلبي مكان مودّة |
|
ودادك فيه ما حييت نزيل |
فإن هاطلات السّحب شحّت بسقيها |
|
سقاك من الجفن القريح هطول (٣) |
عليك سلام الله مني تحيّة |
|
مدى الدّهر ما غال البريّة غول (٤) |
وبيت أبي زمعة الذي ذيّله السيد المذكور وهو من قصيدة له يمدح بها معد يكرب بن سيف بن ذي يزن (٥) لما انتقذ ملك اليمن من الحبشة بالجيوش
__________________
(١) في ك (وحملني خطبا يؤد بيذبل).
(٢) في ك (فتى أذعنت).
(٣) في ك (فإن بخلت سحب الغمام بسقيها).
(٤) في ك (مدى الدهر ما هبت صبا وقبول).
(٥) هذه رواية مروج الذهب ٢ / ٨٤ ، أما سائر المصادر الأخرى كالطبري ٢ / ١٤٧ والشعر والشعراء / ٣٧١ ، والعقد الفريد ٢ / ٢٣ إنها لأبي الصلت والد أميّة. وفي سيرة ابن هشام ١ / ٦٥ (وتروى لأمية بن أبي الصلت) وكلهم متفقون على كونها في