ثم انتهى عند كسرى بعد تاسعة |
|
من السّنين يهين النّفس والمالا |
حتّى أتى ببني الأحرار يحملهم |
|
تخالهم فوق متن الأرض أجبالا |
من مثل كسرى شهنشاه الملوك له |
|
[أو مثل وهرز يوم الجيش إذ صالا](١) |
لله درّهم من فتية صبر |
|
ما إن رأيت لهم في النّاس أمثالا |
بيض مرازية غلب جحاجحة |
|
أسد تربّب في الغيظات أشبالا |
يرمون عن شدف كأنّها غبط |
|
في زمخر يعجل المرميّ إعجالا (٢) |
لا يضجرون وإن كلّت بوارقهم |
|
ولا ترى منهم في الطّعن ميّالا |
أرسلت أسدا على سود الكلاب فقد |
|
أمسى شريدهم في الأرض ملّالا |
فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا |
|
في راس غمدان دارا منك محلالا (٣) |
ثمّ اطّلي المسك إذ شالت نعامتهم |
|
وأسبل اليوم من برديك إسبالا |
تلك المكارم لا قعبان من لبن |
|
شيبا بماء فعادا بعد أبوالا |
وواقعة ابن ذي يزن وذهابه إلى قيصر ، وعوده إلى كسرى لمّا لم ينجده قيصر ، وانجاد كسرى له ، ومحاربته للحبشة مشهورة ومسطورة في كتب التواريخ ، فمن أحبّ الوقوف عليها فليطلبها من مظانها.
وكنت كتبت إلى الوالد في يوم بسط فيه بساط السرور ، ونشرت به مطارف الأنس والحبور واكتنفه الانبساط والهنا ، وحفّ به البشر من هنا وهنا ، (والدست مملوء بسنى طلعته) (٤) الشريفة ، والوقت مكلوء بعليا رتبته المنيفة ،
__________________
(١) ورد عجز البيت في الأصول محرف هكذا (مثل وهذا يؤم الجيش إرسالا) والتصويب من الطبري.
(٢) الشدف (بضمتين) جمع الشدفاء : القوس العوجاء. الغبط (بضمتين) جمع الغبيط : الرحل يشد عليه الهودج ، أو رحل قتبه وأحناؤه واحدة. والزمخر : النشاب. في الأصول (سدف) مكان (شدف) وفي ع (بزمخر) وفي ك (من مجرف) مكان (في زمخر) والتصويب من الطبري وابن هشام.
(٣) لا وجود لهذا البيت في (ك).
(٤) في ك (والدهماء منيرة بسنى طلعته).