وقد عمرت المغاني برنّات الأغاني :
(اشرب هنيئا عليك مرتفقا) |
|
بصوت شاد ودع شاذا وغمدانا (١) |
إن كان ألبست العليا ابن ذي يزن |
|
تاجا فقد ألبستك اليوم تيجانا |
وعلى ذلك حكى أبو نصر بن خاقان في كتابه قلائد العقيان في ترجمة المعتمد بن عبّاد قال : أخبرني ابن اقبال [الدولة](٢) ابن مجاهد : أنه كان عنده في يوم قد نشر من غيمة رداء ند ، واسكب من قطره ماء ورد ، وأبدى من برقه لسان نار ، وأظهر من قوس قزحه حنايا آس حفّت بنرجس وجلنار ، والروض قد نفث ريّاه ، وبثّ الشكر لسقياه ، فكتب إلى الطبيب الأديب [أبي](٣) محمد المصري :
أيّها الصّاحب الذي فارقت عيني |
|
ونفسي منه السّنى والسّناء |
نحن في المجلس الذي يهب الرّاحة |
|
والمسمع الغنى والغناء |
نتعاطى التي تنسّي من الرقّة |
|
واللّذة الهوى والهواء |
فأته تلف راحة ومحيّا |
|
قد أعدّا لك الحيا والحياء |
فوافاه والفى مجلسه قد [اتلعت](٤) ، أباريقه أجيادها ، وأقامت فيه خيل السرور طرادها وأعطته الأماني انطباعها وانقيادها ، وأهدت الدنيا ليومه مواسمها وأعيادها ، وخلعت عليه ، [الشمس](٥) شعاعها ونشرت فيه الحدائق أيناعها ، فأديرت الراح ، وتعوطيت الاقداح ، وخامر النفوس الابتهاج والارتياح. وأظهر المعتمد من ايناسه [ما استرقّ](٦) به النفوس جلاسه. ثم
__________________
(١) شاذ ، تخفيف شاذياخ وهي بستان فيها قصر لعبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي ، وفي ذلك إشارة إلى بيتين مدح بهما عبد الله بن طاهر سيذكرهما المؤلف بعد قليل.
(٢) زيادة من قلائد العقيان /. ٤
(٣) زيادة من قلائد العقيان ، ونفح الطيب ٤ / ٢٨١.
(٤) في ع وك (أبلعت) وفي أ(ألمعت) والتصويب من قلائد العقيان ونفح الطيب.
(٥) في الأصول (الشموس) والتصويب من المصدرين المذكورين.
(٦) في الأصول (ما استقر) والمثبت من المصدرين المذكورين.