بل ذاك غيل الماء أزعجه الذي |
|
كسر النّدى فجرى به متكسّرا |
ثم انتقلت إلى معنى آخر في ظني أني لم أسبق إليه فقلت مادحا :
لا تحسبنّ فرند صارمه به |
|
وشيا أجادته القيون فأبهرا |
هذا ندى يمناه سال بمتنه |
|
فغدا يلوح بصفحتيه جوهرا |
وأنشدني للسيد الجليل ناصر بن سليمان القاروني (١) :
أيا من يغالي في القريب ويشتري |
|
قرابة إنسان بألف أباعد |
تعال فإنّي ـ ليتني لا قريب لي ـ |
|
أبيعك منهم كلّ ألف بواحد |
وأنشدني للسيد العلامة ماجد بن هاشم البحراني (*) قدّس الله سرّه الشريف في قارئ حسن الصوت :
وتال لآي الذكر قد وقفت بنا |
|
تلاوته بين الضّلالة والرّشد |
بلفظ يسوق المتّقين إلى الخنا |
|
ومعنى يقود الفاسقين إلى الزّهد (٢) |
وأنشدني له أيضا ، قال : وهو مما قاله بديهة ، وذلك أنّه كان يؤمّ ويخطب بشيراز فكان ينشيء لكل جمعة خطبة ، فنسي ذات جمعة الخطبة التي أنشأها فارتجل خطبة وختمها بهذه الأبيات :
ناشدتك الله إلّا ما نظرت إلى |
|
صنيع ما ابتدأ الباري وما ابتدعا |
تجد صفيح سماء من زمرّدة |
|
خضراء فيها فريد الدّر قد رصعا |
ترى الدّراري يدانين الجنوح فما |
|
يجدن غبّ السّرى عيّا ولا ضلعا |
والأرض طاشت ولم تسكن فوقّرها |
|
بالراسيات التي من فوقها وضعا |
فقرّ طائشها من بعدما امتنعا |
|
وانحطّ شامخها من بعدما ارتفعا (٣) |
__________________
(١) ترجم المؤلف في كتابه سلافة العصر / ٥١٤ للسيد ناصر القاروني البحراني ، ولم أقف على تاريخ وفاته.
(٢) في أنوار البدرين / ٩٠ ونفحة الريحانة ٣ / ٢٠٢ (ومعنى يشوق العاشقين إلى الزهد) وفي سلافة العصر (هند) مكان (الزهد).
(٣) في أنوار البدرين (ساحتها) مكان (طائشها).