ولهذا السمك الكبير الذي يدعي الوال (١) مع عظم خلقه سمكة تدعى اللشك (٢) طولها قدر ذراع فاذا طغت هذه السمكة وبغت وآذت السمك في البحر ، سلّطت عليها هذه السمكة الصغيرة ، فصارت في أصل أذنها (٣) ولا تفارقها حتى تقتلها.
وتلتزق (٤) بالمركب فلا تقرب المركب هذه السمكة الكبيرة فرقا من الصغيرة.
وفي هذا البحر أيضا سمكة يحكى وجهها وجه الانسان تطير فوق الماء ، واسم هذا السمك الميج (٥) وسمك آخر من تحت الماء
__________________
(١) الوال كذا عند المؤلف صوابه (البال) بالباء الموحدة وهو جنس من الحيتان لا زعنفة على ظهره ولا أسنان له ، ومكان الأسنان مادة قرنية تعرف بالبالين ، وقد يبلغ طوله أكثر من ٢٥ مترا (كذا في المنجد) وفي حياة الحيوان ١ : ١٤١ البال سمكة تكون في البحر الأعظم يبلغ طولها خمسين ذراعا ، يقال لها : العنبر وليست بعربية ، قال الجواليقي : كأنها عربت ، وقال في الصحاح : البال الحوت العظيم من حيتان البحر ، وليس بعربي ، وفي (عجائب المخلوقات) للقزويني : ١٧٤ «ومنها سمكة تعرف بالبال طولها أربعمائة ذراع الى خمسمائة ذراع فيظهر في بعض الأوقات طرف من جناحها يكون كالشراع العظيم ويظهر رأسها وتنفخ فيه الماء فيذهب الماء في الجو أكثر من قامتين والمراكب تفزع منها ليلا ونهارا ، فإذا أحسوا بها ضربوا بالدبادب وضجوا حتى تنفر وانها تحشو بذنبها وأجنحتها السمك الى فيها ، فإذا بغت علي حيوان البحر بعث الله سمكة نحو الذراع الخ ما ذكره ، وأنظر مروج الذهب ١ : ١٠٨
(٢) اللشك : كذا في (عجائب المخلوقات) للقزويني : ١٧٥ قال في أثناء حديثه عن البال ، ونقل نصّ كلام السيرافي «فإذا بغت على حيوان البحر ، بعث الله سمكة نحو ذراع تدعى اللشك تلتصق بأذنابها ولا خلاص للبال فتطلب قعر البحر وتضرب الأرض بنفسها حتى تموت وتطفوا فوق الماء كالجبل العظيم.
(٣) عجائب المخلوقات للقزويني : أذنابها (والمعروف أن الأسماك ليس لها آذان ظاهره والله أعلم)
(٤) أي تلتصق : لزق بمعنى لصق
(٥) الميج : في بعض الأصول : المج لم أجده