بالقرب من أنكورية ، قاضي البلدة وكان قبل انتقاله الى طرابلس قاضيا بمدينة قاسارية «كبير في السن يحب الدنيا الدنية ممتحن تمر به غالب الأوقات وهو في الأمراض ... له نوع فضيلة واثار كتب كتبها بخطه جميلة ... وله تواضع كثير» (١) ، ويذكر المحبي انه حوالي سنة ١٠٤٨ ه / ١٦٣٨ م وربما قبل زيارة المحاسني ان عبد اللطيف ، المعروف بانسي وهو أحد موالي الروم (ت ١٠٧٥ ه / ١٦٦٤ م) كان قاضيا بطرابلس وانه كان على اتصال وله مراسلات مع علماء الشام (٢) ، وقبل ذلك وحوالي سنة ١٠٤٤ ه / ١٦٣٤ م تولى قضاء طرابلس محمد بن جمال الدين بن أحمد الملقب بحافظ العجمي القدسي (٣). وعند استقراء اسماء الأشخاص الذين ذكرهم المحاسني ، نجد ان معظم العاملين في المحكمة كانوا من العناصر السكانية المحلية ، فرئيس الكتّاب في المحكمة كان اسمه القاضي محي الدين بن الحميدي وان شقيقا له باسم محمد كان أيضا يعمل كاتبا في المحكمة ذاتها ، هذا بجانب كاتب آخر اسمه محمد البتروني ، الذي يصفه المحاسني بأنه كان «في غاية العجز والعيّ والقصور» وكاتب ثالث يذكره باسم الشيخ صنع الله جلبي ابن الشيخ ابراهيم بن الجاموس (٤). ولا يكتم المحاسني نقده للأساليب المتبعة في المحاكم وأشار الى الفساد فيها ، فمثلا في حالات الزواج يقول .. «وقد رأيت لهم في محكمتهم اختراعات عجيبة وأحوالا غريبة ، منها ان الرجل اذا أراد أن
__________________
(٤٢) مخطوط اسطنبول ، ١٣ أ.
(٤٣) المحبي ، المصدر ذاته ، م ٣ ، ص ٢٣ ـ ٢٦ ، كما ان المحبي يذكر ايضا ان عبد اللطيف بن بهاء الدين بن عبد الباقي البعلي الحنفي (ت ١٠٨٢ ه / ١٦٧١ م) كان قد تولى منصب القضاء في طرابلس الشام ، المصدر ذاته ، م ٣ ، ص ١٤ ـ ١٦.
(٤٤) المحبي ، المصدر ذاته ، م ٣ ، ص ٤١٢ ـ ٤١٤.
(٤٥) مخطوط اسطنبول ، ٢٠ أ.