المسؤول عن تدوين النفقات اليومية. وشغل هذا المنصب شخص باسم محمد أفندي من مدينة آق شهر ، وخليفته ، كان يعرف باسم مصطفى جلبي بن زين العابدين أفندي (١). وأخيرا «المقابلجي» ، أي الذي يدقق في المعاملات ، كان من ضمن أصحاب المناصب القائمة في طرابلس ، وكان يشغل هذا المنصب شخص يسمى محمد أفندي (٢).
من خلال استقراء هذه المناصب وأسماء الذين شغلوها نلاحظ ان الجهاز المالي كان بيد موظفين من غير السكان المحليين. كما يلاحظ ان من بين الذين عملوا فيه أبناء لأفراد القوة العسكرية المقيمة في دمشق. ويلاحظ من جانب آخر ان الولاة كانوا يستخدمون عناصر مسيحية محلية. فمثلا نجد ان الوالي حسن باشا كان له «كاخيه» مسيحي اسمه الشيخ ابو رزق البشعلاني (٣).
٣ ـ الوظائف الدينية : لقد أعاد العثمانيون تنظيم الجهاز القضائي المملوكي ، فأعطيت المنزلة الأولى للقاضي الحنفي ، لأن المذهب الحنفي كان المذهب الرسمي للدولة العثمانية ولم يكن هذا يعني الغاء بقية المذاهب ، فقد كان يطلب من القضاة في المحاكم ان يعرضوا أحكامهم على القاضي الحنفي في المحكمة لاجازة مثل تلك الأحكام (٤). وفي السنة التي زار فيها المحاسني مدينة طرابلس الشام كان عبد الكريم أفندي الكنغري من قصبة
__________________
(٣٨) مخطوط اسطنبول ، ٢٠ أ.
(٣٩) مخطوط اسطنبول ، ١٩ ب.
(٤٠) الدويهي ، المصدر ذاته ، ص ٣٤٣.
(٤١) انظر :
M. A. Bakhit, Ibid, PP. ٢٣١ ـ ٧٤١.