سيدي الشيخ المحاسني يحيى أسمى الله تعالى قدره في الدين والدنيا كتابان» يذكر في أولهما عن نفسه «ولم يزل يزين أفق المجالس بذكر كم ولا يقتطف عند المحاضرة الا من زهدكم ولم ينس حلاوة العيش في تلك الأوقات التي مضت في خدمتكم المحروسة بعناية الملك المتعال» (١) كما وان كتاب نفح الطيب يتضمن رسالة من تاج الدين المحاسني وبذيلها حاشية من محمد بن تاج الدين المحاسني (٢) (ت ١٠٧٢ ه / ١٦٦١ م) تاريخها الرابع من جمادى الثانية سنة ١٠٣٨ ه / ١ شباط ١٦٢٩ م يطمئنان فيها المقّري عن أحوال دمشق ، فجاء في تلك الرسالة : «وان سأل سيدي عن اخبار دمشق المحروسة دامت ربوعها المأنوسة ، فهي ولله الحمد منتظمة الأحوال أمنها الله من الشرور والأهوال ولم يتجدد من الأخبار ما نعلم به ذلكم الجناب لا زال ملحوظا بعين عناية رب الأرباب» (٣) ويفهم من رسالة أخرى ثانية بعث بها تاج الدين المحاسني ، ان المقّري كان جاره حيث يقول : «وقد كانت الحال هذه وليس بيني وبينه حاجز الا الجدار ، اذ كان حفظه الله تعالى جار الدار فكيف الان بالغرام وهو حفظه الله تعالى بمصر وانا بالشام» (٤) ولقد نظم المقّري قصيدة (٥) في مدح أسرة المحاسني فقال :
فبنو المحاسن بيتا |
|
كبني المنجم في النجابة |
فهم القرابة ان عدمت |
|
من الأنام هوى القرابة |
فيهم محاسن جمة |
|
منها الخطابة والكتابة |
بالاضافة الى تلك الرسائل التي أوردها المقّري ليحيى المحاسني ،
__________________
(٨) المقّري ، المصدر ذاته ، م ٢ ، ص ٤٤٩ ـ ٤٥١.
(٩) حول حياة محمد بن تاج الدين المحاسني ، راجع المحبي ، المصدر ذاته ، م ٣ ، ص ٤٠٨ ـ ٤١١.
(١٠) المقّري ، المصدر ذاته ، م ٢ ، ص ٤٥٩.
(١١) المقّري ، المصدر ذاته ، م ٢ ، ص ٤٦٠.
(١٢) المقّري ، المصدر ذاته ، م ٢ ، ص ٤٦٢.