تبقى الرحلة هي الأثر الوحيد الذي وصلنا من مؤلفاته. ويشير المحبي الى مجموع للمحاسني ذكر فيه امالي شيخه المقّري لم نعثر له على وجود فلربما يعثر عليه يوما ما أحد الباحثين. وعن هذه الامالي يقول المحبي : «وكنت رأيت بخطه مجموعا ذكر فيه كثيرا من امالي شيخه المذكور وبدع فيه بتحف وصفه المحمود المشكور» (١).
كان يحيى المحاسني من جهة أمه سبطا لشيخ دمشق وعالمها ، في مطلع القرن السابع عشر ، الحسن بن محمد البوريني (ت ١٠٢٤ ه / ١٦١٥ م) والمصادر المتوفرة لدينا لا تطنب كثيرا في اعطائنا معلومات كافية عنه وعن المناصب التي تولاها سوى انه ولي من المدارس المدرسة الغزالية (٢) ودرّس بها العلم ، الا ان أيامه لم تطل فوافته المنية في سنة ١٠٥٣ ه / ١٦٤٣ م (٣). ورثاه أحمد بن شاهين القبرسي (ت ١٠٥٣ ه / ١٦٤٣ م) أحد كبار أدباء دمشق بقصيدة أورد المحبي بعضا من أبياتها (٤).
التشكيلات الادراية كما تعكسها الرحلة :
تقدم هذه الرحلة معلومات كافية لتكوين صورة عن التشكيلات لادارية في ولاية طرابلس الشام بعد اخضاعها بشكل مباشر للاشراف
__________________
(١٣) المحبي ، خلاصة الاثر ، م ٤ ، ص ٤٦٣ ، كذلك خير الدين الزركلي ، الاعلام ، م ٩ ، ص ١٨٧ ، عمر رضا كحالة ، معجم المؤلفين ، م ١٣ ، ص ١٨٤.
(١٤) المدرسة الغزالية عبارة عن زاوية بالجامع الأموي عرفت بهذا الاسم نسبة للامام ابي حامد الغزالي عند استقراره بتلك الزاوية زمن قدومه الى دمشق ، ويذكر الشيخ عبد القادر بدران ان التدريس قد توقف فيها ، لمزيد من المعلومات حول هذه المدرسة وعن الذين درسوا فيها ، راجع نجم الدين الغزي الكواكب السائرة باعيان المئة العاشرة ، ٣ م ، تحقيق جبرائيل جبور ، دار الآفاق الجديدة ط ٢ ١٩٧٩ بيروت ، م ٢ ، ص ٤٧ ـ ٤٨ ، شمس الدين محمد بن طولون ، لقلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية ، ٢ م تحقيق محمد احمد دهمان ، دمشق ١٩٤٩ ، م ١ ، ص ١٠٥ ، ص ١٠٦ ، ص ١٠٧.
(١٥) المحبي ، المصدر ذاته ، م ٤ ، ص ٤٦٣.
(١٦) حول حياة أحمد بن شاهين ، راجع المحبي ، المصدر ذاته ، م ١ ، ص ٢١٠ ـ ٢١٧. وكذلك المصدر ذاته ، م ٤ ، ص ٤٦٣.