العثماني اثر تصفية وجود أسرة آل سيفا (١) التركمانية الأصل السنية المذهب ، التي طالما نالت ثقة العثمانيين ونابت عنهم في ادارة تلك الولاية. ومن أبرز المناصب التي يأتي صاحب هذه الرحلة على ذكرها :
١ ـ منصب الوالي : كان شاهين باشا (ت ١٠٥٤ ه / ١٦٤٤ م) (٢) يشغل هذا المنصب سنة ١٠٤٧ ه / ١٦٣٧ م وهو الذي تولى تصفية آل سيفا حيث يذكر المؤرخ البطريرك اسطفان الدويهي (ت ١٧٠٤ م) ما يلي : «وعندما وافا شاهين باشا الى البقيعة تقدمت اليه شكاوات في بيت سيفا انهم خرّبوا بلاد السلطان» فألقى شاهين باشا ، عن طريق الحيلة ، القبض على الأمير عساف آل سيفا «فأمر برفعه الى قلعة الحصن وفي اليوم الثاني نهار الأربعة علّقوه على البوابة بثيابه ، ثم نادى شاهين باشا على رفاقه فقتلوا منهم مقتلة كبيرة واستباحوا خيلهم وأسبابهم» ثم تابع تصفية آل سيفا فألقى القبض على قاسم المجذوب ، أحد ابناء يوسف باشا سيفا «وعلى اولاد ونسوان ، وصار التفتيش في القرى والديورة على أرزاقهم وهرب الأمير علي (آل سيفا) الى عند علم الدين وتشتتوا السيفيلية وبادوا من أيالة طرابلس» (٣) ويذكر المحبي ان آخر بني سيفا كانت امرأة جاورت بدمشق وكانت تعرف الشعر ، سألها أحد الأدباء عن دولة آل سيفا وما كانوا فيه من النعمة فتنهدت وأنشدت :
__________________
(١٧) حول دور اسرة ال سيفا في تاريخ عكار وطرابلس وعن علاقتهم مع بقية القوى المحلية ، ومقدار ما تمتعت به من ثقة الدولة العثمانية راجع مقالة :
Kamal Salibi,» The Sayfas and the Eyalet of Tripoli ٩٧٥١ ـ ٠٤٦١ «Arabica Vol. XX,) ٣٧٩١ (pp. ٥٢ ـ ٢٥.
(١٨) حول حياة شاهين باشا ، أنظر الدويهي ، تاريخ الأزمنة ، ص ٣٣٦ ـ ٣٣٧ كذلك انظر محمد ثريا ، سجل عثماني ، أعيد تصوير طبعة اسطنبول الصادرة سنة ١٣١١ في مؤسسةGregg International ,Hants ,١٧٩١ م ٣ ، ص ١٣٣.
(١٩) الدويهي ، المصدر ذاته ، ص ٣٣٦ ـ ٣٣٧.