المذكور قد اجتمع بي مرارا ، وكان حلو النطق دمث الاخلاق ، وجرى بيني وبينه مذاكرات ، وأنشدني عدة مقطعات من شعره أكثرها هجاء ، فلم أكتب عنه شيئا ، وأنشدني عماد الدين علي بن عبد الله بن التلمساني بحماة ، قال : أنشدني الحكيم تقي الدين أبو بكر الرسعني لنفسه ، وكتبها على باب شباك بالجوسق (١) بحماة :
انظر الى أثر الملوك |
|
يرعك منه الرونق |
فالرسم بعد الظاعنين |
|
لسان حال ينطق |
(٣٠ ـ ظ)
عمروا القصور وعمّروا |
|
وتجمعوا وتفرقرا |
وتأبدوا زمنا بها |
|
ومضوا كأن لم يخلقوا |
أبو بكر بن أبي الخصيب المصيصي :
روى عن أحمد بن صالح ، واسمه محمد ، وأظنه محمد بن أحمد بن محمد المستنير وجدّه أبو الخصيب.
وقد تقدم ذكره.
أبو بكر بن أبي علي بن أبي سالم :
التنوخي المعري الاصل الحلبي المولد والمنشأ ، السمسار في الخضر بباب الجنان بحلب ، وهو ابن أخت أبي العلاء بن أبي الندى ، شاعر حسن الشعر أدركته بحلب ، وحضرته ، وسمعت منه شيئا من شعره وشعر غيره من المعريين روى لنا عن خاله أبي القاسم بن أبي الندى ، وعن أبي بكر المجلد النقيب بالحلاوية ، وكان سمسارا بدار كوره بحلب ، سألته في سنة خمس وعشرين وستمائة عن مولده ، فقال : يكون عمري الآن أربعة وخمسين أو خمسة وخمسين سنة ، فيكون مولده على هذا في حدود السبعين والخمسمائة.
وبلغني أنه وقف بين يدي الملك الظاهر رحمه الله ، وأنشده قصيدة من شعره في مدحه ، وكان ذلك من أول نظمه الشعر ، فلما فرغ من انشاده قال : من هو هذا؟
__________________
(١) كان على شاطىء العاصي حيث البيوت التي آلت الى أسرة الكيلاني ، ثم زالت فيما بعد.