أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد (١) ، نا نصر بن إبراهيم (٢) ، أنبأ علي بن الحسن بن عمر القرشي ، نا أبو بكر محمّد بن علي بن عمر الغازي النيسابوري (٣) ، نا أبو العبّاس أحمد بن الحسن الرازي ـ بمكة ـ نا أبو محمّد إسماعيل بن محمّد ، نا أبو يعقوب القزويني الصوفي ، نا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن إدريس الراسبي ، نا أبو القاسم يحيى بن حميد الفلكي (٤) ، نا أبو عبد الله محمّد بن الجرّاح ، نا أبو خالد ، عن عبد العزيز بن معاوية من ولد عتّاب بن أسيد ـ ثنا أبو داود الطيالسي عن شعبة ، عن منصور ، عن زيد ، عن خالد الجهني ، عن عبد الله بن مسعود قال :
قال أبو بكر الصدّيق : إنه خرج إلى اليمن قبل أن يبعث النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال : فنزلت على شيخ من الأزد عالم قد (٥) قرأ الكتب ، وعلم من علم الناس علما كبيرا ، وأتت عليه أربعمائة سنة إلّا عشر سنين ، فلما رآني ، قال لي : أحسبك حرميّا (٦)؟ قال أبو بكر : قلت : نعم ، أنا من أهل الحرم ، قال : وأحسبك قرشيا ، قال : قلت : نعم ، أنا من قريش ، قال : وأحسبك تيميا ، قال : قلت : نعم ، أنا من تيم بن مرة ، أنا عبد الله بن عثمان بن كعب بن ضمضم (٧) بن مرة ، قال : بقيت لي منك واحدة ، قلت : ما هي؟ قال : تكشف لي عن بطنك ، قلت : لا أفعل إذ تخبرني لم ذاك؟ قال : أجد في العلم الصحيح الزكي الصادق ، أن نبيا يبعث في الحرم تعاون على أمره فتى وكهل ، فأما الفتى فخواض غمرات ، ودفاع معضلات ، وأما الكهل فأبيض نحيف على بطنه شامة ، وعلى فخذه اليسرى علامة ، وما عليك أن تريني ما سألتك ، فقد تكاملت لي فيك الصفة ، إلّا ما خفي عليّ.
قال أبو بكر : فكشفت له عن بطني فرأى شامة سوداء فوق سرّتي ، فقال : أنت هو ، وربّ الكعبة ، وإنّي متقدم إليك في أمر ، فاحذره ، قال أبو بكر : قلت : وما هو؟ قال : إياك والميل عن الهدى ، وتمسّك بالطريقة الوسطى ، وخف الله فيما خوّلك وأعطاك.
__________________
(١) ترجمته في العبر ٤ / ١١٦.
(٢) ترجمته في العبر ٣ / ٣٢٩.
(٣) بالأصل : «أبو بكر بن محمد بن علي بن عمر العادي» والمثبت عن أسد الغابة.
(٤) أسد الغابة : التككي.
(٥) بالأصل : «بدحرا اللبب» كذا ، والمثبت عن مختصر ابن منظور ١٣ / ٣٩.
(٦) كذا النسبة إلى الحرم بكسر الحاء وسكون الراء ، قاله صاحب لسان العرب.
(٧) كذا بالأصل ، ومرّ في نسبه : «كعب بن سعد بن تيم بن مرة» وانظر أسد الغابة ٣ / ٢٠٨.