قال : لا ، ولم آل من طلب ، فقال :
كل دين يوم القيامة إلّا |
|
ما قضى الله والحنيفة ، بور |
أما إن (١) هذا النبي الذي ينتظر منّا ومنكم أو من أهل فلسطين قال : ولم أكمن سمعت قبل ذلك بنبيّ ينتظر ولا يبعث ، قال : فخرجت أريد ورقة بن نوفل ، فكان كثير النظر في السماء ، كثير همهمة الصدر ، قال : فاستوقفته ، ثم اقتصصت عليه الحديث ، فقال : نعم يا ابن أخي ، أبى أهل الكتب (٢) والعلماء إلّا أن هذا النبي الذي ينتظر من أوسط العرب نسبا ، ولي علم بالنسب ، وقومك أوسط العرب نسبا ، قال : قلت : يا عمّ وما يقول النبي؟ قال : يقول ما قيل له إلّا أنه لا ظلم ، ولا تظالم ، قال : فلما بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم آمنت وصدقت.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، ثنا الحسين بن النّقّور ، ثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس ، أنبأ أبو الحسين رضوان بن أحمد ، ثنا أحمد بن عبد الجبّار ، نا يونس بن بكير ، عن محمّد بن إسحاق (٣) ، قال : ثم إن أبا بكر لقي رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : أحقا ما تقول قريش يا محمّد من تركك آلهتنا وتسفيهك عقولنا ، وتكفيرك آباءنا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّي رسول الله يا أبا بكر ونبيّه ، بعثني لأبلّغ رسالته ، وأدعو إلى الله بالحق ، فو الله إنه للحقّ أدعوك إلى الله ، يا أبا بكر وحده لا شريك له ولا يعبد غيره ، والموالاة على طاعته أهل طاعته» ، وقرأ عليه القرآن فلم يقرّ ولم ينكر ، وأسلم وكفر بالأصنام ، وخلع الأنداد وأقر بحق الإسلام ، ورجع أبو بكر وهو مؤمن مصدّق.
قال ابن إسحاق (٤) : فابتدأ أبو بكر أمره وأظهر إسلامه ودعا الناس ، فأظهر علي وزيد بن حارثة إسلامهما ، فكبر ذلك على قريش ، وكان أوّل من اتّبع رسول الله صلىاللهعليهوسلم خديجة بنت خويلد زوجته ، ثم كان أول ذكر آمن به علي وهو يومئذ ابن عشر سنين ، ثم زيد بن حارثة ، ثم أبو (٥) بكر الصديق ، فلما أسلم أبو بكر وأظهر إسلامه ، ودعا إلى الله
__________________
(١) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(٢) أسد الغابة : أهل الكتاب.
(٣) سيرة ابن إسحاق رقم ١٧٧ ص ١٢٠.
(٤) سيرة ابن إسحاق ص ١٢٠ ـ ١٢١ رقم ١٧٩.
(٥) عن ابن إسحاق ، وبالأصل : أبي.