ورسوله ، وكان أبو بكر رجلا مألفا لقومه محببا سهلا ، وكان أنسب قريش لقريش ، وأعلم قريش بما كان فيها من خير أو شر ، وكان رجلا تاجرا ذا خلق ومعروف ، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر لعلمه وتجارته ، وحسن مجالسته ، فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ، ويجلس إليه ، فأسلم على يديه فيما بلغني : الزبير بن العوّام ، وعثمان بن عفان ، وطلحة بن عبيد الله ، وسعد بن أبي وقّاص ، وعبد الرّحمن بن عوف.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، ثنا أبو الحسين بن النّقّور ، ثنا عيسى بن علي ، ثنا عبد الله بن محمّد ، نا محمّد بن حسان السّمتي ، نا إسماعيل بن مجالد ، عن بيان ، عن بريدة ، عن همّام بن الحارث ، قال : قال عمّار : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وما معه إلّا خمسة أعبد وامرأتان ، وأبو بكر.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن طاوس ، وأبو يعلى حمزة بن علي بن هبة الله ، قالا : أنبأ أبو القاسم علي بن محمّد بن علي ، ثنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم ، أنبأ خيثمة بن سليمان ، ثنا الحسن بن مكرم البغدادي ، نا يزيد بن هارون ، ثنا حمّاد بن سلمة ، عن يعلى بن عطاء ، عن يزيد بن طليق ، عن عبد الرّحمن السّلماني ، عن عمرو بن عبسة (١) السّلمي ، قال : قلت لرسول الله من تبعك على هذا الأمر؟ قال : حرّ وعبد ، ومعه أبو بكر وبلال ، ثم قال لي : ارجع إلى قومك حتى يمكّن الله لرسوله ، فكان عمرو (٢) يقول : لقد رأيتني وإنّي لربع الإسلام.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم ، أنبأ أبو الفرج الإسفرايني ، ثنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن محمّد ، ثنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد الله الذهلي ، نا الحسن بن علي بن الوليد الفسوي ، نا سعيد بن سليمان ، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة ، نا عيسى بن طلحة ، عن عائشة ، قالت (٣) : قال أبو بكر : كنت أوّل من آمن.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي ، أنا أبو القاسم عبد الله بن
__________________
(١) بالأصل : عيينة ، خطأ والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في أسد الغابة ٣ / ٧٤٨.
(٢) بالأصل : «عمره» خطأ والصواب عن أسد الغابة.
(٣) بالأصل : قال.