محمود ، وأخت اسمها إينال ، وقد تزوجت أخته هذه من الياس باشا الباليكسرى الذي تمرد في زمن السلطان مراد الرابع.
تلقي أوليا جلبي تعليما جيدا ، وواظب على تلقي العلم من خلال المدرسة لمدة سبع سنوات وذالك في مدرسة شيخ الإسلام حامد أفندي. وانكب على حفظ القرآن على يد أستاذه أوليا محمد أفندي. كما تعلم فن الخط على يد والده ، ثم انتسب إلى القصر وواصل تعليمه داخل الأندرون. كما تعلم الموسيقى بسبب جمال صوته. واستعان في هذا بدرويش عمر أفندى واستفاد منه. وبعد فترة ، قدّمه إبراهيم أفندى الروزنامجي ، والخطاط حسن باشا ، إلى السلطان مراد الرابع ، وفي هذه المقابلة رأى وللمرة الأولى «أمير كونه خان». وصار أوليا جلبى المسئول عن الكيلار الخاص بأمر من السلطان. وهناك أتم تعليمه وتلقى دروسا فى الخط والموسيقى والنحو والتجويد ، وغير ذلك من المعارف.
وحسب قبول أوليا جلبى نفسه ، أنه كان كثير التواجد في مجلس السلطان مراد الرابع ، وكان يقص عليه اللطائف. وكان السلطان يستدعيه لمجلسه إذا ما اعتراه الضيق. ولا شك أن الجو العام داخل القصر ، لعب دورا هاما وإلى حد كبير في زيادة قدرته الأدبية ، ومعارفه ، وقدرته على الملاحظة. وكان أوليا جلبي يطمح إلى أن يقضي حياته في التعلم ، ولهذا ترك عمله في الأندرون ، بعد أربع سنوات فقط قضاها ضمن السباهية براتب قدره أربعون أقجه.
واعتملت لدى أوليا جلبي الرغبة في الرحلة للمرة الأولى ، بسبب أحاديث والده التى كان يتكلم فيها عن عمله لدى الباشوات منذ زمن القانوني حتى زمن السلطان إبراهيم ووقائع الرحلات المختلفة التي استمع إليها من أصدقاء والده. ولا شك أن هذه الحكايات حركت لدى أوليا جلبى الرغبة فى السفر. ويذكر أوليا جلبي في كتابه ، أن قيامه بهذه الرحلات ، كان بسبب رؤيا رآها في منامه ، في ليلة عاشوراء من شهر المحرم سنة ١٠٤٠ ه (١٩ أغسطس ١٦٣٠) وفيها رأى الرسول عليه الصلاة والسلام في جماعة في مسجد آخي جلبي بجوار يميش اسكله سي في استانبول ، فاعتراه الانفعال