وهم يقبل يد رسول الله ، وبدلا من أن يقول الشفاعة يا رسول الله ، قال من فرط الانفعال «السياحة يا رسول الله» فتبسم له النبي وبشره بالشفاعة والسياحة والزيارة (الحج) ودعا له الصحابة في هذه الجماعة ، وتمني له سعد بن أبي وقاص أن يكتب مايراه. وقال له الشيخ عبد الله دده شيخ «المولوي خانه» في حي «قاسم باشا» ، في تفسير هذه الرؤيا ، «اتبع نصيحة سعد بن أبي وقاص ، وابدأ بالكتابة عن استانبول». بناء على ذلك قرر التجول في المدينة التي ولد وعاش فيها أولا ، وكتابة كل مايراه. تجول أوليا جلبي في استانبول وطاف بأحيائها واحدا تلو الآخر ، وجالس الناس في المجالس على اختلافها ، وفى المقاهى والحانات ، وجمع المعلومات عنها. وكانت أول رحلة له خارج استانبول في عام ١٦٤٠ ، وكانت إلى بورصه. وقد ذهب إليها بغير إذن من والده ، ولدى عودته منها ، أذن له والده بالرحلة مرة أخرى ، وأوصاه بكتابتها. وربما تمكن أولياء جلبى أثناء تجواله فى استانبول ، من القيام برحلات إلى كوتاهية ومغنيسيا ، وإزميد ، لكنها كانت رحلات قصيرة بسبب ارتباطه بعائلته.
كانت أول رحلة لأوليا جلبي إلى بلاد بعيدة ، ظفر بها من خلال وجوده مع كته نجي عمر باشا والي طرا بزون. فقد ذهب أوليا في معية الباشا إلى هناك عن طريق البحر ، ومنها توجه إلى عنابه. وأثناء وجوده هناك ، اشترك في الحملة التى قادها حسين باشا لاسترداد قلعة آزاق سنة ١٦٤١ م. ولم تسفر الحملة عن شئ فتوجه إلى القرم وحل ضيفا على بهادر خان. وقطع الشتاء فى باغجه سراي. وفي الربيع. اشترك في فتح الآزاق ، ثم رجع من القرم إلى استانبول عن طريق البحر. وتعرضت المركب التي يركبها لعاصفة قوية وكادت أن تغرق. وبعد رجوعه إلى استانبول توقف عن الرحلات لمدة أربع سنوات وربما كان هذا بسبب الخوف. ثم خرج للرحلة مرة أخرى في عام ١٦٤٥. وفي هذه المرة اشترك في الحملة على كريت مع يوسف باشا. وشاهد فتح قلعة قانيه ، ثم عادة إلي استانبول. وفى العام التالي رافق دفتردار زاده محمد باشا إلى أرضروم لدى تعيينه أمير أمراء عليها ، وصاحبه أوليا باعتباره مؤذن ومصاحب له. وصار ضمن رجاله. وأثناء الرحلة زار بعض مدن الأناضول ، واشترك في حملته على شوشك ،