يقبّل اليدين الكريمتين ، ويواصل بصالح الأدعية جناب المولى السلطان الملك المعظّم ، مظفّر الدنيا والدين ، ناصر الإسلام والمسلمين ـ عقد الله ألويته بالنصر والتأييد ، وأيّد دولته بأيدي الأيد والتسديد ، وحرس همّته بإلهامها كلّ أمر رشيد ، وأوطأ قدمه من سامقات المجد كلّ برج مشيد ، ورمى أعداءه بالقهر والتبديد ، ولا زال متفيئا ظلّ النعمة المديد ، قامعا كلّ شيطان مريد ، ظافرا من الدّارين بكلّ ما يريد ، حظّيا في الآخرة بجنة طلعها نضيد (ج) ، وأزواجها أبكار (ج) غيد ، آمنا من غصص الأذى والتنكيد ، منخرطا في سلك المقول «لهم ما يشاءون ولدينا مزيد» (ج) بمحمد وآله وصحبه أولي الحمد والتمجيد.
«وينهي عكوفه على الدعاء للمولى عن صدق ولاء وإخلاص ، وصفو صادق واختصاص ، والله ـ تعالى ـ يحقّق الأمل بالإجابة ، ويحمد للمولى السلطان حاله ومآبه».
/ بلغني أنه توفي في يوم الخميس وقت العصر ، عاشر صفر سنة اثنتين وعشرين وستمائة بحرّان (ح). وحدثني الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن عمر الحرّاني (٧) من لفظه قال : وهذا خطه كتبه لي «وهو محمد بن الخضر بن محمد ابن تيميّة ، أبو عبد الله ابن أبي القاسم الحرّاني الخطيب المقرئ الواعظ الفقيه المحدّث ، حسن القصص حلو الكلام ، مليح الشمائل ، له القبول التام عند الخاص والعام (خ) ، من أهل الصلاح والدين. كان أبوه أحد الأبدال (د) والزهّاد. حدثني غير مرة ، وقد سألته عن اسم «تيميّة» ما معناه؟ قال : حجّ أبي أو جديّ ـ أنا أشكّ أيهما ـ قال : وكانت امرأته حاملا ، فلما كان بتيماء (٨) رأى جويرية خرجت من خباء ، فلما رجع إلى حران وجد امرأته قد وضعت جارية ، فلما رفعوها إليه قال : يا تيمية! يا تيمية! يعني أنها تشبه التي رأى بتيماء فسمّي بها ، أو كلاما هذا معناه.