عبد الملك الديات ، وسكّن نائرتهم ، فدسّ بشر بن مروان إلى بني فزازة مالا وكانوا أخواله ، ليشتروا السلاح والكراع ويغزوا كلبا ، فغزوهم في بنات قين ، فتعدوا عليهم في القتل ، فغضب عبد الملك لإخفار ذمّته ، وكتب إلى الحجاج إذا فرغ من أمر ابن الزّبير أن يوقع ببني فزارة ، فلما فرغ نزل بهم فأتاه حلحلة بن قيس بن أشيم بن يسار (١) أحد بني العشراء ، وسعيد بن أبان بن عيينة بن حصن ، رئيسا فزارة ، فأوثقهما ، وبعث بهما إلى عبد الملك ، فقتلا صبرا ، وقال بشر بن مروان لما قدم ليضرب عنقه : صبرا حلحل!! فقال :
اصبر من عود بدفّيه الجلب |
|
قد أثّر البطان فيه والحقب |
ثم لما قدم سعيد ، قال : صبرا يا سعيد!! فقال :
أصبر من ذي ضاغط عركرك |
|
ألقى بوانى زوره للمبرك |
وقال حلحلة لما قدّم للقتل :
لئن كنت مقتولا أقاد برمّتى |
|
فمن قبل قتلى ما شفى نفسي القتل |
وقد تركت حربي رفيدة كلّها |
|
محالفها في دارها الجوع والذّلّ |
وقال القتّال :
سقى الله حيّا من فزارة دارهم |
|
بسبّى كراما حيث أمسوا وأصبحوا |
هم أدركوا فى عبد ودّ دماءهم |
|
غداة بنات القين والخيل جنّح |
كأنّ الرّجال الطّالبين تراتهم |
|
أسود على ألبادها فهي تمتح |
__________________
(١) كذا ولعه (سيار) فآل سيارهم رؤساء فزارة.