و «ريحانة الكتّاب» (١). وذكر المقري مؤلّفات ابن الخطيب وقال : إنها نحو الستين (٢). ومؤلّفاته التي وصلت إلينا تدور في معظمها حول الأدب والتاريخ ، وما لم يصل إلينا فقد أحرق معظمه ، ويتعلق بالطب والأخلاق والعقائد.
أولا ـ مؤلّفاته التاريخية :
١ ـ الإحاطة ، في أخبار غرناطة : تحدّثنا عنه في أول المقدمة.
٢ ـ أعمال الأعلام ، فيمن بويع قبل الاحتلام ، من ملوك الإسلام ، وما يجرّ ذلك من شجون الكلام : هو آخر مؤلّف كتبه ابن الخطيب ، وقد ألّفه للوزير أبي بكر بن غازي ، القائم بالدولة ، والوصيّ على الطفل محمد السعيد ، الذي تولّى الحكم في المغرب بعد موت والده السلطان عبد العزيز المريني سنة ٧٧٤ ه. وفيه استأنف حملته على القاضي أبي الحسن النباهي ، ونعته ب «الجعسوس» أي القزم الدميم. ولم يتح له القدر إكماله ، فتركه ناقصا ، والذي كتبه يشتمل على ثلاثة أقسام : قسم يتناول تاريخ المشرق ومصر والشام. والثاني يتناول تاريخ الأندلس حتى أيام ابن الخطيب. والثالث يتناول تاريخ المغرب وإفريقية. نشر منه فقط القسمان الثاني والثالث.
٣ ـ رقم الحلل ، في نظم الدول : عبارة عن أرجوزة من نظم ابن الخطيب نفسه ، أهداها إلى سلطان المغرب في أثناء إقامته بمدينة سلا في المدة التي قضاها منفيّا بالمغرب ما بين ٧٦٠ و ٧٦٣ ه. وتدور حول تاريخ الدول الإسلامية بالمشرق والأندلس ، منذ أيام الرسول الكريم حتى أيام ابن الخطيب ، بدءا بالخلفاء الراشدين ، ومرورا بدولة بني أمية ، وبني العباس ، وبني الأغلب ، والفاطميين ، وبني أمية بالأندلس ، وانتهاء بدولة بني نصر بغرناطة وبني حفص بإفريقية وبني مرين بالمغرب. وهكذا سرد ابن الخطيب التاريخ الإسلامي شعرا ، وقام في الوقت نفسه بشرح ما رواه نظما. والكتاب ، على حدّ قول المقري ، في غاية الحلاوة والعذوبة والجزالة ، وقد ابتدأه بقوله (٣) : [الرجز]
الحمد لله الذي لا ينكره |
|
من سرحت في الكائنات فكره |
وهذا الكتاب مطبوع في تونس. وهو أيضا من منشورات وزارة الثقافة بدمشق ، ١٩٩٠.
__________________
(١) ريحانة الكتّاب (ج ١ ص ٢١ ـ ٢٤ ، ٢٦ ، ٣١ ، ٣٥ ـ ٣٨ ، ٥٢ ـ ٥٣) و (ج ٢ ص ٢٢٣ ، ٢٤٨ ، ٢٧٩ ، ٣٥٥ ، ٣٦١ ، ٤١١).
(٢) نفح الطيب (ج ٩ ص ٣٢٠ ـ ٣٢٤) وأزهار الرياض (ج ١ ص ١٨٩ ـ ١٩٠).
(٣) نفح الطيب (ج ٩ ص ٣٢٣).