الدين أبو الحسن علي بن موسى ابن سعيد (٧٩) العنسي العمّاري الغرناطي نسبة لعمار بن ياسر رضياللهعنه :
حمى الله من شطّى حماة مناظرا |
|
وقفت عليها السمع والفكر والطّرفا |
تغنّى حمام أو تميل خمائل |
|
وتزهى مبان تمنع الواصف الوصفا |
يلومونني أن أعصي الصّون والنّهى |
|
بها ، وأطيع الكأس واللهو والقصفا! |
إذا كان فيها النّهر عاص ، فكيف لا |
|
أحاكيه عصيانا وأشربها صرفا؟! |
وأشدو لدى تلك النّواعر شدوها |
|
وأغلبها رقصا وأشبهها غرفا |
تئنّ وتذري دمعها ، فكأنّها |
|
تهيم بمراها وتسألها العطفا |
ولبعضهم في نواعيرها ذاهبا مذهب التّورية
وناعورة رقّت لعظم خطيئتي |
|
وقد عاينت قصدي من المنزل القاصي |
بكت رحمة لي ثم باحت بشجوها |
|
وحسبك أن الخشب تبكى على العاصي |
__________________
(٧٩) هذا هو المعروف بابن سعيد المغربي المؤرخ الأندلسي ، من الشّعراء العلماء بالأدب ... ولد بقلعة على مقربة من غرناطة ، وقام برحلة طويلة زار فيها مصر والعراق والشام وقد أدركه أجله بتونس وقيل بدمشق عام ٦٨٥ ـ ١٢٨٦ من تأليفه" المشرق في حلى المشرق" و" المغرب في حلى المغرب" و" المرقصات المطربات" ... و (وصف الكون) و (بسط الأرض) في الجغرافية ... ـ المقري : نفح الطيب ٢ ، ٢٦٢ ...