رجع ، ومن قضاة حلب ، قاضي قضاة الحنفية الامام المدرس ناصر الدين ابن العديم (١٠٩) حسن الصورة والسيرة ، أصيل بمدينة حلب.
تراه إذا ما جئته متهلّلا |
|
كأنك تعطيه الذي أنت سائله (١١٠)! |
ومنهم قاضي القضاة المالكية لا أذكره ، كان من الموثقين بمصر وأخذ الخطة عن غير استحقاق ، ومنهم قاضي قضاة الحنابلة لا أذكر اسمه وهو من أهل صالحية دمشق. ونقيب الاشراف بحلب بدر الدين ابن الزهراء (١١١). ومن فقهائها شرف الدين ابن العجمي (١١٢) وأقاربه هم كبراء مدينة حلب.
ثم سافرت منها إلى مدينة تيزين (١١٣) وهي على طريق قنّسرين (١١٤) ، وضبط اسمها بتاء معلوة مكسورة وياء مدّ وزاي مكسورة وياء مد ثانية ونون ، وهي حديثة اتخذها التركمان ، وأسواقها حسان ، ومساجدها في نهاية من الاتقان ، وقاضيها بدر الدين العسقلاني ، وكانت مدينة قنسرين قديمة كبيرة ثم خربت ولم يبق الا رسومها.
__________________
(١٠٩) أبو عبد الله محمد بن كمال الدين ابن العديم ، هذا توفى سنة ٧٥٢ ـ ١٣٥١ وقد خلف والده في هذا المنصب منذ عام ٧٢١ ـ ١٣٢١ بينما خلفه ابنه بعد وفاته ، ويظهر أن له صلة بابن العديم صاحب زبدة الحلب من تاريخ حلب التي حققها سامي الدهان دمشق ١٩٥٤. وينعته ابن بطوطة بحسن الصورة وهي صفة من مرجحات الإمامة بالناس على نحو جمال الثياب كما يقول الشيخ خليل (ثم بخلق ثم بخلق ثمّ بلباس)!
(١١٠) هذا البيت مأخوذ من قصيدة لزهير بن أبي سلمى ...
(١١١) توفي بدر الدين حسن بن محمد بن علي بن زهرة الحسني الحلبي بحلب في المحرم ٧٣٢ ـ ١٣٣١ وكان ناظر المارستان بها قتل عيلة ... الدرر الكامنة ٢ ، ١٢٣.
(١١٢) بيت ابن العجمي من بيت العلم والرياسة والوجاهه أنجب جملة صالحة من العلماء والفقهاء وكان رئيسها على هذا العهد عز الدّين ابراهيم بن صالح المتوفى عام ٧٣١ ـ ١٣٣١ ، قد يكون ولدا لشرف الدين الذي ذكره ابن بطوطة.
(١١٣) تقع تيزين على بعد ٢٨ ميلا غرب حلب ، وتعتبر من القرى المحصنة التي كانت تقف ، في مواجهة إمارة أنطاكية، ويلاحظ أنها ليست ـ كما يقول ابن بطوطة ـ على طريق قنسرين. وقد عرّجنا عليها في زيارتنا لقلعة سمعان عام ١٩٩٣ ... تراجع الخريطة.
(١١٤) كانت قنّسرين في عهد الإصطخري (ت ٣٤٦ ـ ٩٧٥) في حالة تدهور ... وبما أنها تقع جنوب شرقي حلب فان تيزين ، كما أشرنا في التعليق السابق ، لم تكن على طريقها كما يقتضيه كلام ابن بطوطة.