القفصى ، (٢١٨) ، ومجلس حكمه بالمدرسة الصّمصامية (٢١٩). وأما قاضي قضاة الحنفية فهو عماد الدين الحوراني وكان شديد السطوة وإليه يتحاكم النساء وأزواجهن ، وكان الرجل إذا سمع اسم القاضي الحنفي أنصف من نفسه قبل الوصول اليه ، وأما قاضي الحنابلة فهو الإمام الصالح عز الدين ابن مسلّم (٢٢٠) من خيار القضاة يتصرف على حمار له ، ومات بمدينة رسول الله صلىاللهعليهوسلم تسليما لما توجه للحجاز الشريف.
حكاية (الفقيه ابن تيميّة)
وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين ابن تيمية (٢٢١) كبير الشأن يتكلم في الفنون إلا أن في عقله شيئا! وكان أهل دمشق يعظمونه أشد التعظيم ويعظهم على المنبر ، وتكلم مرة بأمر أنكره الفقهاء ورفعوه إلى الملك الناصر فأمر بإشخاصه إلى القاهرة وجمع القضاة والفقهاء بمجلس الملك الناصر وتكلم شرف الدين الزواوي المالكي (٢٢٢) ، وقال : إن هذا الرجل قال : كذا، وعدّد ما أنكر على ابن تيمية ، وأحضر العقود بذلك ووضعها بين يدي قاضي القضاة وقال قاضي القضاة لابن تيمية : ما تقول؟ قال : لا إلاه إلا الله ، فأعاد عليه فأجاب بمثل قوله ، فأمر الملك الناصر بسجنه فسجن أعواما ، وصنف في السجن كتابا
__________________
(٢١٨) محمد بن سليمان بن أحمد القفصي شمس الدين المالكي قدم من المغرب وسكن دمشق وناب في الحكم .... قال ابن حجر : وفي لسانه عجمة : يجعل الجيم زايا والياء سينا توفي في شوال عام ٧٤٣ ـ ١٣٤٣. الدرر الكامنة ٤ ص ٦٧.
(٢١٩) خصص النّعيمي الدمشقي فصلا هاما للمدرسة الصمصامية انظر كتابه الدارس في تاريخ المدارس ، ص ٨ / ٩.
(٢٢٠) شمس الدين محمد بن مسلّم (بتشديد اللام) بن مالك ... بن جعفر المزّي الأصل ثم الدمشقي الحنبلي ، لما مات القاضي تقي الدين سليمان عين للقضاء وأثنى عليه عند السلطان فتوقف فطلع اليه ابن تيميّة يلومه فأجاب بشرطين : أن لا يركب بغلة وأن لا يحضر الموكب! وقد عوضه في القضاء محمد بن سليمان بن قدامة عز الدين عام ٧٢٧ ـ ١٣٢٧ الدرر ٥ ، ٢٧ الدرر ٤ ، ٦٨.
(٢٢١) تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية من أشهر الشخصيات في العالم الاسلامي ، ويعتبر مرجعا للحركة الوهابية التي ظهرت فيما بعد بالجزيرة العربية ... وقد سجن في القاهرة من أجل أفكاره من عام ٧٠٦ ـ ١٣٠٧ إلى عام ٧١١ ـ ١٣١١ ورجع إلى دمشق حيث دخل السجن مرة أخرى عام ٧٢٠ ـ ١٣٢٠ لبضعة شهور ، وقد تمّ آخر سجن له في شهر شعبان يوليه عام ٧٢٦ ـ ١٣٢٦ بسبب الفتوى التي يشجب فيها زيارة مقابر الأولياء! ... ولما كان معتقلا بالإسكندرية التمس منه صاحب سبتة أن يجيز له بعض مروياته فكتب له جملة من ذلك في عشرة أوراق بأسانيده وحفظه ـ وقد أدركه أجله في السجن عام ٧٢٨ ـ ١٣٢٨ ـ خص له ابن حجر ترجمة حافلة ـ الدرر ١ ، ص ١٥٤.
(٢٢٢) جمال الدّين وليس شرف الدّين كما عند ابن بطوطة والقصد إلى محمد بن سليمان بن يوسف البربري الزواوي المالكي الفقيه القاضي ... قدم الاسكندرية فاشتغل في الفقه ثم أخذ عن ابن عبد السلام ... وناب في الحكم بالقاهرة وبالشرقية والغربية وعين لقضاء القاهرة بعد موت ابن شاس وولي قضاء دمشق سنة ٦٨٧ فاستمر ثلاثين سنة ... كان صارما أراق دم جماعة تعرضوا للجناب المحمدي ... توفي في جمادى الآخرة سنة ٧١٧. الدرر الكامنة ٤ ، ٦٨ ـ الدارس في تاريخ المدارس ص ١٢ ـ ١٥.