[إلى الحجاز]
... ولما استهل شوال من السنة المذكورة (١) خرج الركب الحجازي إلى خارج دمشق ونزلوا القرية المعروفة بالكسوة (٢) فأخذت في الحركة معهم ، وكان أمير الركب سيف الدين الجوبان من كبار الأمراء (٣) ، وقاضيه شرف الدين الأذرعىّ الحوراني (٤) ، وحج في تلك السنة مدرس المالكية صدر الدين الغماري (٥) ، وكان سفري مع طائفة من العرب تدعى العجارمة (٦) ، أميرهم محمد بن رافع (٧) كبير القدر في الأمراء ، وارتحلنا من الكسوة إلى قرية تعرف بالصّنمين (٨) عظيمة ، ثم ارتحلنا منها إلى بلدة زرعة (٩) ، وهي صغيرة من بلاد
__________________
(١) يوافق أول شتنبر ١٣٢٦
(٢) تقع الكسوة الحالية على النّهر الأعوج على بعد نحو خمسة عشر كيلوميترا جنوب دمشق ، المرحلة الأولى للحجاج ، ويذكر أنها سمّيت بذلك لأن غسان قتلت بها رسل ملك الروم لما أتوا إليهم لأخذ الجزية منهم واقتسمت كسوتهم! ياقوت : معجم البلدان.
(٣) كان الجوبان المنصوري من مماليك الأشرف وأمّره ثم أمّره النّاصر بدمشق ... وبعد عودة قصيرة للقاهرة أعيد إلى دمشق، وقد أدركه أجله في صفر ٧٢٨ ـ يناير ١٣٢٨. الدرر الكامنة ٢ ، ٧٩.
(٤) هو أحمد بن محمد بن إبراهيم الأذرعىّ الأصل ثم الدمشقي المصري كان حسن الخلق والخلق ، ناب في الحكم وحج غير ما مرة اسمع ابنته مريم ... أدركه أجله بالقاهرة في ٢٥ شعبان عام ٧٤١ ـ يبراير ١٣٤١. الدرر ج ١ ص ٢٥٥.
(٥) لم نقف على ترجمة صحيحة للغماري هذا ويفترض گيب أن يكون هو يوسف بن أحمد الاسكندري المالكي الملقب بصدر الدّين بن غنّوم الذي كتب التوقيع للقضاة بالثعر ـ الدرر ٥ ، ص ٢٢٣ ـ ٢٢٤.
(٦) العجارمة (العكارمة) فرقة من الفضل ، تقيم في الجولان أحد أقضية محافظة دمشق وتعد ٥٠ خيمة ، ويذكر كذلك أن العجارمة قسم من قبيلة الرشابدة. عمر رضا كحالة : معجم قبائل العرب ، ج ٢ ص ٧٥٥ ـ المطبعة الهاشمية ، دمشق ١٣٦٨ ـ ١٩٤٩.
(٧) هل القصد إلى ابن رافع الذي ترجم له ابن حجر في الدرر الكامنة فلقّبه بتقي الدين وكناه بأبي المعالي وقال عنه : إنه كان ممن أجازت له فاطمة بنت البطائحي وفاطمة بنت سليمان وغيرهما ، حج مرارا ، ولد في ذي القعدة ٧٠٤ ـ يونيه ١٣٠٥ ، وأدركه أجله بدمشق يوم ١٨ جمادى الأولى ، عام ٧٧٤ ـ نونبر ١٣٧٢ الدرر ٤ ، ٥٩ ـ ٦٠.
(٨) تقع قرية الصّنمين على بعد ثلاثين كيلومترا تقريبا جنوب الكسوة على الطريق الحالي الذي يربط دمشق بعمان وعلى مقربتها الموقع الجغرافي الذي يحمل اسم (جاسم) الذي عناه الشاعر الأموي عدي بن الرقاع العاملي في شعره الجميل :
لولا الحياء وأن رأسي قد عفا |
|
فيه المشيب لزرت أم القاسم |
فكأنها بين النساء أعارها |
|
عينيه احور من جئاذر جاسم! |
(٩) زراعة هي إزرا الحالية على حدود الجنوب في المنطقة البركانية المسماه اللّجاة (ياقوت) وحوران هي اليوم بلاد الدروز.