«إنّ الله جعل الحقّ على لسان عمر وقلبه ، وهو الفاروق ، فرّق الله به بين الحقّ والباطل» [٩٤٤١].
قال : وأنا ابن سعد (١) ، أنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن صالح بن كيسان قال : قال ابن شهاب :
بلغنا أنّ أهل الكتاب كانوا أوّل من قال لعمر : الفاروق ، وكان المسلمون يأثرون ذلك من قولهم ، ولم يبلغنا أنّ رسول لله صلىاللهعليهوسلم ذكر من ذلك شيئا ، ولم يبلغنا أنّ ابن عمر قال ذلك إلّا لعمر ، كان فيما يذكر من مناقب عمر الصالحة ، ويثني عليه بها (٢).
قال : وقد بلغنا أنّ عبد الله بن عمر كان يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اللهم أيّد دينك بعمر بن الخطاب» [٩٤٤٢].
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن عبد الرّحمن مولى بني هاشم ، نا إبراهيم بن المنر الحزامي ، عن أبي فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب الزّهري :
أنّ عمر بن الخطاب كان يدعى الفاروق ؛ لأنّه فرّق بين الحق والباطل ، وأعلن بالإسلام والناس يخفونه. وكان المسلمون يوم أسلم عمر تسعة وثلاثين رجلا وامرأة بمكة ، فكمّلهم عمر أربعين رجلا. وأمه حنتمة بنت هشام بن المغيرة المخزومي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، نا أبو محمّد الجوهري إملاء ، أنا أبو الحسن (٣) علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، نا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني (٤) ـ بالبصرة ـ نا الزبير بن محمّد بن خالد العثماني ـ بمصر سنة خمس وستين ومائتين ـ نا عبد الله بن القاسم الأيلي ـ عن أبيه ، عن عقيل بن خالد ، عن محمّد بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن عبد الله بن العباس قال :
قال لي علي بن أبي طالب : ما علمت أنّ أحدا من المهاجرين هاجر إلّا مختفيا ، إلّا عمر بن الخطاب ؛ فإنّه لمّا همّ بالهجرة تقلّد سيفه ، وتنكّب قوسه ، وانتضى في يده أسهما ،
__________________
(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٢٧٠.
(٢) لفظة «بها» سقطت من طبقات ابن سعد.
(٣) بالأصل «د» : الحسين ، تصحيف.
(٤) ضبطت بكسر الهاء والزاي المشددة المفتوحة ، نسبة إلى هزان بطن من عتيك (الأنساب).