وكان عالما بالفقه والأصول. وكان اشتغل به أخيرا. وينزع الفروع وحفظ كتاب (التمهيد للأسنوي) (١) في ذلك. وقيل له مرة وهو في السفر المطلق المفيد ما يقول فيهما؟ فأخذ يذكر هذه المسألة وما بنى عليها من الفروع حتى عجب الحاضرون من ذلك ، وكان عالما باللغة (٢) يحفظ (التوضيح لابن هشام) وكان عالما بالفرائض.
وأما كتابه على الفتوى فنهى به مع قلة الألفاظ والإتيان بالمقصود وكان قائلا برضاع الكبير لأنه أمر زوجه أن ترضع محمدا دواداره وهو كبير وصار يدخل عليهما بذلك وكان يميل إلى أن الواقف على معين لا يشترط قبوله وحكم بذلك مرة ومال إلى النصوص في غير موضع. وهو اختيار العراقيين وخلائق وصححه الروياني (٣) وابن الصلاح وهو الصواب المفتى به وهو الراجح في الروضة في كتاب السرقة.
وصنف (٤) تصانيف منها : " الطيب الرائحة في تفسير الفاتحة (٥) ". و" ضوء البصيرة في شرح حديث بريرة" و" الدر المنتخب في تاريخ حلب" وشرح قطعة من الأنوار في الفقه وغير ذلك.
وكان حليما عفيفا ، نزيها. يغض عن عورات الناس. لا يتكلم في أحد إلا بخير نظيف اللسان ، ويتصام قصدا عما يكره. وافتقده أهل حلب.
__________________
(١) التمهيد في تنزيل الفروع على الأصول لمؤلفه الشيخ جمال الدين عبد الرحيم بن حسن الأسنوي المتوفى عام ٧٧٢ ه كتاب بين فيه كيفية تخريج الفقه على المسائل الأصولية (كشف الظنون : ١ / ٤٨٤).
(٢) كذا قرأناها.
(٣) نسبة إلى رويان (بلدة بنواحي طبرستان) خرج منها جماعة من أهل العلم.
(الأنساب للسمعاني : ٣ / ١٠٦). وهناك العديد من عرف بهذه النسبة من الفقهاء وعلماء الحديث.
(٤) حتى آخر العبارة استدركت على الهامش.
(٥) إحدى نسخه الخطية في مركز الملك فيصل بالرياض.