حولها ، آمنون من عذاب الله يوم القيامة إن أطاعوا» (١). إلا أن أشهر تلك الأخبار ما نسب إلى النبي (ص) المذكور في الترجمة ١١٤١ الذي سنورده بنصه ليقارن بما ورد في معجم البلدان (٣ / ١٣٦ ـ ١٣٧). والخبر مروي عن أبي محمد عبد الله بن علي الباهلي الذي ترجمنا له قبل أربعة هوامش ، وهو :
«عن أبي محمد عبد الله بن علي الباهلي قال : حدثنا أبو العباس الفضل بن الحسين بن سلمة سنة سبع وعشرين وثلاثمائة قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عمر بن العباس بن حمزة بن عمر بن أعين الخزاعي قال : أخبرنا الوضاح بن مخلد الضراب السمرقندي قال : أخبرنا الفضل بن موسى البغدادي قال : حدثنا برد بن سنان عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : مدينة خلف نهر جيحون تدعى سمرقند ، قال أنس : لا تقل سمرقند ولكن قل : المدينة المحفوظة ، قلت : يا أنس ما حفظها؟ قال أخبرني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ مدينة بخراسان على رضراض تدعى مدينة محفوظة على كل باب منها خمسمائة ألف ملك يحفظونها يسبّحون ويهللون ، وفوق المدينة خمسمائة ألف ملك بسطوا أجنحتهم على أن يحفظوا أهلها ومن فيها ، وفوقها ملك له ألف رأس وألف فم وألف لسان ينادي : يا قائم يا دائم يا فرد يا أحد يا صمد احفظ المدينة المحفوظة كما خلقتهم ، وخلف المدينة روض من رياض الجنة يعني مفازة قطوان في روضة من رياض الجنة ، وخارج المدينة عين من ماء أبيض حلو عذب من شربه شرب من ماء الجنة ومن اغتسل فيه خرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه ، وخارج المدينة على ثلاث فراسخ أربعة من الملائكة على صفة الآدميين ملك يمنة وملك يسرة وملك عن يمين القبلة وملك عن يسار القبلة يدورون حوالي المدينة يحفظونها ، وخلف هؤلاء الملائكة واد فيه حية يخرج على صفة الآدميين ينادي : يا رحمن الدنيا ويا رحيم الآخرة ارحم من في هذه المدينة دعوتهم مستجابة ، ألا من صلّى فيها ركعة تقبّل الله منه بسبعين ركعة ومن تعبّد فيها ليلة تقبّل الله منه لعبادة ستين سنة ومن صام فيها يوما فكأنه صام الدهر ومن أطعم فيه مسكينا لا يدخل منزله فقر أبدا ومن مات في المدينة المحفوظة فكأنه مات في السماء السابعة ، ومن مات في السماء السابعة يحشر مع الملائكة في الجنة» (٢).
__________________
(١) اللآلىء المصنوعة ، ١ / ٤٦٧.
(٢) وفي معجم البلدان (١ / ٥١٨) : عن حذيفة بن اليمان عن النبي (ص): «... مدينة يقال لها سمرقند فيها عين ـ