ـ وبعضها مؤلفات وكراسات أبيه ـ كما مرّ بنا آنفا ، إلا في الحالات التي يحدث فيها اختلاف بين لفظ السمعاني ولفظ أهل المنطقة ذاتها فالأصح اعتماد ما يقوله أهل تلك البلاد ففي مادة «قطوان» من الأنساب ، نقرأ ما يلي : «وأما قطوان فقرية كبيرة على خمسة فراسخ من سمرقند ... غير أن أهل سمرقند يقولونها بسكون الطاء». ولذا فقد كتبناها نحن ـ خلافا للسمعاني ـ بسكون الطاء ذلك أن أهل البلد أدرى بشعابه.
كما أفدنا من توضيح المشتبه لابن ناصر الدين (ت ٨٤٢ ه) في هذا المضمار بسبب اعتماده على كتاب مهم في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم مؤلفه هو أبو العلاء محمود بن أبي بكر بن أبي العلاء بن علي بن أبي العلاء البخاري الكلاباذي الفرضي المولود ببخارى سنة ٦٤٤ ه والمتوفى بماردين التركية (شرقي الأناضول) في ٧٠٠ ه ، لأنه من أهل تلك الأصقاع. قال عنه ابن ناصر الدين : «عارف بالحديث والرجال جم الفضائل مليح الكتابة واسع الرحلة سوّد كتابا كبيرا في مشتبه النسبة ونقلت منه كثيرا ... سمع كثيرا وكتب كثيرا وخرّج لنفسه معجما لم يبيضه».
ختاما لا أزعم أنني بلغت في تحقيق الكتاب مرحلة الكمال ولكني بذلت ما في وسعي.
وإذا كان لي أن أشكر أحدا فهو الأخ الكريم الأستاذ حمد الجاسر الذي بادر متفضلا فأرسل لي مصورة مخطوطة مكتبة طرخان والده سي ، مشفوعة بالنسخة المطبوعة منه في الرياض ، مما مكّنني من إتمام عملي بيسر. والله ولي التوفيق.
|
يوسف الهادي في ١٩ شعبان ١٤١٩ ه / ١٦ ديسمبر ١٩٩٨ م |