هي تساوي خمسين دينارا قلت : منعني الله فقرك ، إن الغلالة كانت في الرؤيا ولكنّي أنسيت ، فضحك حتى حفز بيديه ورجليه وقال لغلامه : ائتني بطمرين ، فأتاه بطمرين فلبسهما ، ونزع الغلالة والدراعة فدفعهما إلي ، فلما صارت الغلالة والدراعة معي ، قلت : منعني الله فقرك ، إنّ الذي فزت من العبارة أعجب من الجائزة ، قال : وكيف ذاك؟ قلت : كلّما أرى بالليل رؤيا بكّرت بالغداة ففسّرتها عليك ، قال : يا سبحان الله! ترى أنت بالليل رؤيا تبكّر بالغداة تشلحني إذا لا يقوم لك حاكة الشام ولا العراق ، ولكن إن كان ولا بد فترى هذا المنام في الصيف مرة ، وفي الشتاء مرة ، فإن رأيته أنت وإلا رأيناه نحن لك.
١١٨٩. أبو حفص قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين بن ربيعة بن خالد بن أسيد بن كعب الباهلي
خرج إلى خراسان وفتح ماوراء النهر وسمرقند في إمارة الوليد بن عبد الملك وعلى العراقين الحجاج بن يوسف. صالح غورك أخشيد سمرقند سنة أربع وتسعين وأقام بها ، وقتل قتيبة بفرغانة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ست ـ وقيل : سبع وتسعين ـ في أيام سليمان بن عبد الملك ، قتله وكيع بن أبي سود الغدّانيّ التميمي ، وكان قتيبة عزله [١٩١ ب] عن رئاسة بني تميم ، وكانت ولادته سنة تسع وأربعين ، ومدة ولايته خراسان تسع سنين وسبعة أشهر.
قال : ورأيت في تاريخ السلامي : قال نهار بن توسعة (٢) الليثي في قتيبة حين ولّي خراسان وعزل عنها يزيد بن المهلب :
كانت خراسان دارا إذ يزيد بها |
|
وكل باب بها للخير مفتوح |
فبدلت قتبا جعدا أنامله |
|
كأنما وجهه بالخلّ منضوح |
__________________
(١١٨٩) أخباره كثيرة مبثوثة في كتب التاريخ ، ووقائعه في خراسان وما وراء النهر لدى البلاذري في فتوح البلدان ٤٠٩ ـ ٤١٥ ؛ وفي تاريخ الطبري ٦ / ٤٢٤ ، ٤٢٨ ، ٤٢٩ ـ ٤٣٣ ، ٤٣٦ ـ ٤٣٧ ، ٤٣٩ ـ ٤٤٠ ، ٤٤٢ ـ ٤٤٧ ؛ زين الأخبار ٢٤٨ ـ ٢٥٠ ؛ الإرشاد للخليلي ٣ / ٩٨٢ ؛ الأنساب ١ / ٢٧٥ ؛ سير أعلام النبلاء ٤ / ٤١٠ ـ ٤١١ ؛ الأخبار الطوال ٣٢٧ ـ ٣٢٨.
(١) في الأصل : يوسف. والصواب أنه نهار بن توسعة التميمي الشاعر المعروف. الأشتربان : فارسية تعني الجمّال. بستان بان : فارسية تعني البستاني.