الدينوري من بيت العلم والحديث.
وأبوه ممّن تقدّم ذكره وشرح حاله وجمعه الأحاديث وتصانيفه.
وهذا ابنه حدّث عن والده وعن أبي صادق الصيدلاني وأصحاب الأصم.
ـ ١٧٤٣ (١) ـ
[أبو القاسم الأنصاري]
ومنهم سلمان بن ناصر بن عمران بن محمد بن اسماعيل بن اسحاق بن يزيد بن زياد بن ميمون بن مهران أبو القاسم الأنصاري الصوفي الامام الورع الديّن الزاهد فريد عصره في فنّه (٢) ، بيته بيت الصلاح والتصوف والزهد ، وهو من جملة الأفراد في علم الأصول والتفسير.
خدم الامام زين الاسلام أبا القاسم القشيري مدّة ، وحصّل طرفا صالحا من العلم منه.
وسافر إلى الحجاز وصحب الشيخ الوالد في أسفاره ، وكان رفيقه وزميله في البادية وحجّا معا ، وبعد فراغه من الحج فارقه وخرج إلى الشام فرسا! ... مشاهد الأنبياء ، وبقي بها مدّة.
ثم عاد إلى نيسابور واتصل مصاهرة بالشيخ أبي صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن ، وانتقل إلى مدرسة البيهقي ، واختلف إلى إمام الحرمين واست ... تحصيل طريقته في الأصول ، وتخرّج بها وصنّف تصانيف حسنة ، وكذلك صنّف في التفسير وأخذ في الافادة ، واعتمد على صيانته وديانته في خزانة الكتب الموضوعة في المدرسة النظاميّة وأقعد فيها ، وكان يحضرها كلّ يوم من الظهر إلى العصر ويفتح باب الخزانة ويحضرها المستفيدون وربّما كان يقرأ عليه الأصول والتفسير وغيره.
وكان حسن الطريقة دقيق النظر ، واقفا على مسالك الأئمة وطرقهم في علم الكلام ، بصيرا بمواضع الاشكال مع قصور في تقرير لسانه ، وكانت معرفته [٣٠ أ] فوق نطقه ، ومعناه أوفر من ظاهره وفحواه ، وكان له معرفة بالطريقة وقدم في التصوّف ونظر دقيق وفكر في المعاملة وتصاون في النفس وعفاف في المطعم.
__________________
(١) تاريخ دمشق ٧ / ٢٢١ ، الوافي ٣ / ١٠٧ ، طبقات السبكي ٧ / ٩٦ ، منتخب السياق ٨٠٠ ، العبر ومرآة الجنان والشذرات (وفيات سنة ٥١٢) ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ٤١٢ / ٢٣٧ ، ابن خلدون ٦ / ١٠٦ ، الأسنوي ١ / ٦٤ ، طبقات المفسرين للسيوطي والداودي ١٣ ، ١ / ١٩٣ ، ولاحظ في تعليقة المنتخب ما نقلناه حول المنصف من تفسير الشهرستاني.
(٢) م : عزيز ... وقته.