حقه ، وانتظام المدارس والأصحاب والخوانك ونوب المجالس إلى غير ذلك ممّا هو أشهر من أن يحتاج إلى الشرح. وكان على حظّ تام من العربية ومعرفة الأحاديث والأنساب والتواريخ إماما في التصوف (١).
سمع الحديث من يحيى بن عمار استاذه عن الرفاء وعن أصحاب الرفاء وعن مشايخ هراة كالقاضي أبي منصور الأزدي وأبي الفضل الجارودي وشعيب البوشنجي وطبقتهم. وسمع بنيسابور من الشيخ أبي سعيد الصيرفي ، وأبي نصر المفسر المقرئ ، وأبي الحسن الطرازي وجماعة من أصحاب الأصم. وسمع بطوس وبسطام [ظ] عن جماعة المشايخ.
فمن جملة مسموعاته أنشدنا الامام عن أحمد بن محمد الواعظ بسمرقند لبعضهم :
مرّ بنا يشرق البقاع به |
|
وفاق في الحسن كلّ تمثال |
|
||
كأنّه والعيون ترمقه |
|
من كل فجّ هلال شوّال |
وأنشدني الشيخ أبو القاسم اسعد بن علي بن [أسعد] البارع الزوزني لنفسه في الامام عبد الله وقد حضر مجلسه :
وقالوا : رأيت كعبد آلإله |
|
إماما إذا عقد المجلسا |
فقالوا : يجيء نظير له؟ |
|
فقلت : كمستقبل من عسى |
قال الشيخ علي بن الحسن : حضرت يوما مجلسه بهراة مع أبي عاصم الفضل بن محمد الفضيلي الهروي قال : طاب ذات يوم في المجلس قال أبو عاصم :
عيون الناس لم تلق |
|
ولا تلقى كعبد الله |
ولا ينكر هذا غير من |
|
مال عن الملّة |
__________________
(١) في السير ١٨ / ٥١٣ ، وتذكرة الحفاظ ، إماما كاملا في التفسير حسن السيرة في التصوف غير مشتغل بكسب ، مكتفيا بما يباسط به المريدين والاتباع من أهل مجلسه في العام مرة أو مرتين على رأس الملأ فيحصل على ألوف من الدنانير وأعداد من الثياب ، والحلي فيأخذها ويفرقها على اللحام والخباز ، وينفق منها ، ولا يأخذ من السلطان ولا من أركان الدولة شيئا وقل ما يراعيهم ، ولا يدخل عليهم ولا يبالي بهم ، فبقي عزيزا مقبولا أتم من الملك مطاع الأمر نحوا من ستين سنة من غير مزاحمة ، وكان إذ حضر المجلس لبس الثياب الفاخرة وركب الدواب الثمينة ويقول : إنما أفعل هذا إعزازا للدين ورغما لأعدائه حتى ينظروا إلى عزي وتجملي فيرغبوا في الاسلام ، ثم انصرف إلى بيته عاد إلى المرقّعة والقعود مع الصوفية في الخانقاه يأكل معهم ولا يتميز بحال وعنه أخذ أهل هراة التبكير بالتفجر وتسمية الأولاد غالبا بعبد المضاف إلى أسماء الله تعالى.