حسكويه رئيس الباعة في عصره ، شيخ معروف بين التجار ، تولّى عملا من أعمال السلطان ، وحصّل كثيرا من الضياع والعقار. سمع الحديث مع أقاربه وأعقابه وأدركته المنية ـ عفا الله عنّا وعنه.
ـ ١٩٣٠ (١) ـ
[أبو بكر الهيصمي]
ومنهم عبد الله بن محمد بن الهيصم الاستاذ أبو بكر من وجوه الأئمة من أصحاب أبي عبد الله [محمد بن كرام] رجل كبير فاضل أصيل نسيب ، من بيت الامامة ، [نشأ في](٢) العلم والزهد والسداد ، وصحب الكبار من أصحابهم.
توفي أبوه وهو ابن إحدى عشرة أو اثنتي عشرة سنة ، وكان قرأ عليه يسيرا ، ثم قرأ على أخيه الامام عبد السلام ، وتخرّج به ، وحصّل [٤٢ ب] سرائر المذهب ودقايق الكلام ، واختلف إلى أبي بكر الخطابي الأديب وأحكم عليه الأصول في الأدب ، وقرأ الفقه وحصّل الحديث.
وسماعه من الاستاذ أبي عمرو ابن يحيى ، وسمع من القاضي أبي الهيثم [عتبة بن خيثمة] وابي محمد عبد الرحمان بن محمد بن محبور ، والعزائمي والشيخ عبد الله بن يوسف الاصفهاني ، والاستاذ أبي طاهر الزيادي ، وأبي نصر الفامي الشبيبي ، والحاكم الامام أبي عبد الله وكان عالي الهمّة ، قويّ العزم ، صابرا على النوائب.
أقام بنيسابور ، وكان ملازما للفقر غير منبسط إلى أحد ولا [ب] راغب في أخذ أموال السلاطين والعمّال ، قانعا بالكفاف ، قلّ ما يخالط الناس ويقوم بوظيفة التدريس والارشاد ، زجّى على ذلك عمره.
توفي بعيد الفطر عصر يوم الثلاثاء يوم العيد ، وحمل من الغد جنازته إلى ميدان الحسين وحضر الخلايق من الفرق وصلّوا عليه.
وقرأت من أشعاره لنفسه :
لما رأيت الدهر يدلي أهله |
|
وأرى شبابا أحدثوا إحداثا |
ومريت اشطره لأحلب درّه |
|
فوجدتها مملوة أفراثا |
__________________
(١) منتخب السياق ٩٥٣ ، ولابنه عمر وأخويه عبد السلام وعثمان تراجم في الكتاب.
(٢) ن : و.