تأمل منثوره في المخزون علم أنه فرحة المحزون وشفاء القلب السقيم وعقله المستوفز وأنس المقيم ، وأنشد من شعره الذي يذكره في أذناب أماليه :
تفرّق الناس في أرزاقهم فرقا |
|
فلابس من ثراء المال أو عار |
كذا المعايش في الدنيا وساكنها |
|
مقسومة بين أدماب وأوعار |
من ظنّ بالله جورا في قضيته |
|
افترّ عن مأثم في الدين أو عار |
وأنشد له أيضا :
تمت صنائعه فما يزري بها |
|
مع فضله وسخائه وكماله |
إلّا قصور وجوده عن جوده |
|
لا عيب للرجل الكريم كماله |
وله :
مبدع في شمائل المجد خيما |
|
ما اهتدينا لأخذه واقتباسه |
فهو فيض في المال وقت نداه |
|
وجواد بالعفو (١) في وقت بأسه |
وله :
أقيك بنفسي صرف الردى |
|
وحاشاك يا أملي أن تحينا |
وقدّمت قبلك نحو الحمام |
|
وبعد مماتي فعش أنت حينا |
وله :
أوصاك ربك بالتقى |
|
وأولو النهى أوصوا معه |
فاجعل لنسكك طول عمر |
|
ك مسجدا أو صومعه (٢) |
وأنشدنا الرئيس قاضي القضاة أبو نصر أحمد بن محمد بن صاعد إملاء قال : أنشدنا الأمير أبو الفضل الميكالي لنفسه :
لا تأمن الدهر الخؤون |
|
وخف بوادر آفته |
فالموت سهم مرسل |
|
والعمر قدر مسافته |
وأنشدنا القاضي إملاء ، انشدنا الأمير العالم أبو الفضل لنفسه :
لا تيأسنّ من العواقب |
|
فالأمور لها انفراج |
__________________
(١) ن : يعفو.
(٢) إلى هنا ينتهي نقل المصنف عن دمية القصر.