ـ ٢١٤٠ ـ (١)
[ابو الحسن الخازن]
ومنهم علي بن محمد بن علي بن جابر الشيخ أبو الحسن الخازن ، رجل مستور من بيت العلم والحديث والوعظ. سمع الحديث قديما [ظ] من أبي نعيم الاسفرايني والطبقة بعده. توفي ...
ـ ٢١٤١ ـ (٢)
[الصندلي]
ومنهم علي بن الحسن بن علي بن العباس الصندلي الإمام الزاهد ، من وجوه أيمّة أصحاب أبي حنيفة في عصره ، البالغ في التعصب المهيج للفتنة.
نشأ شابا في التعلم ، ودرس الفقه على المصيصي وتخرّج به ، ثمّ لم يزل يظهر أمره قليلا قليلا واجتمع إليه الغاغة والرعاع حتى قوي حاله ، وكان ورعا مجتهدا من ابتداء أمره ، متحليا بالصلاح ، يروّج به علمه وينفق به سوقه إلى أن ع [قد مجلس] التذكير وأخذ في الطعن والازراء على مخالفيه وعلى أصحاب أبي عبد الله ، [محمد بن كرام] وأهاج الفتنة والإغراء بساير الفرق حتّى أدّى التعصب إلى افتراق أصحاب الشافعي وكيد [ظ] الطائفة الأشعريّة [٧٦ ب] ، وقمع الكراميّة ، وشرع في الطعن على الطوايف يوم الجمعة على المنبر في الخطبة ، وامتدّ الأمر سنين.
وكان قديما بنيسابور الخطابة والرياسة في أصحاب الشافعي ، والقضاء في أصحاب أبي حنيفة فتغيرت الرياسة والخطابة من الشافعيّة ودارت الخطابة في جماعة من أصحاب أبي حنيفة ، فما استقرّت على أحد حتّى أفضت الخطابة إليه فتولّاها ولقّب بخطيب الخطباء ، وبقي فيها تسع سنين ، وصار مقدّما على أصحابه ، صادرا أمرهم جميعا عن رأيه واللعنة في الخطبة على الفرق جار والحق بشؤم التعصب واتباع الهوى منهار ، إلى أن انجلت تلك الغمامة بظهور السلطان ألب أرسلان ، وإقبال نوبة نظام الملك وبوار من كان سبب التعصّب والفتنة ، فتبدّلت الأحوال وزالت الأهوال وانقطعت اللعنة عن فرق المسلمين ، وردّت الخطبة إلى البيت الصاعدي المبارك ولزم الصندلي بيته وقعد
__________________
(١) منتخب السياق ١٣٢٣ ورسم الخط من (محمد بن علي بن جابر) كان غير مقروء واستعنّا بالمنتخب ، والنسبة في المنتخب (الجاري)!.
(٢) منتخب السياق ١٣٢٤.