توفي كهلا يوم السبت الثامن من شهر ربيع الأول سنة سبع وتسعين وأربع مئة.
فممّا روي من شعره من قصيدة يرثي بها إمام الحرمين أبا المعالي الجويني :
نصيب الفتى ممّا تجمعه النصب |
|
وكل حريم حاطه المرء منتهب |
أتعجب من حيّ يموت وإنّما |
|
بقاء الذي يرجو البقاء هو العجب |
[٧٨ ب] فقد ساء ظنّا من يظن بأنه |
|
من الموت ينجيه النجاء أو الهرب |
ولي أمل يطفو على لجّة المنى |
|
وعمري في قعر المنيّة قد رسب |
أيشمت بالموت الفتى وهو عاقل |
|
ويعلم أنّ الموت أعدى من الجرب |
[و] لو سوّد الآفاق رزء أظلّنا |
|
فغاب له صبح المسرّة واحتجب |
رزينا أعزّ الناس نفسا ومنصبا |
|
وأشرفهم رأيا وقدرا ومنتسب |
فذكر الإمام ابن الجويني لي جوى |
|
وكرب لقد شدّ العناج مع الكرب |
هو ابن أجلّ الناس بحر كأنه |
|
أبى أن يبارى مع تفاخره بأب |
أطالب (١) نفسي بالعزاء تجلّدا |
|
وعزّ عزاء القلب بل هو قد عزب |
وخاطبته والنعش كان سريره |
|
وناعي الردى بالبين ما بيننا نعب |
إمام الورى صدر الأئمة كلّهم |
|
فمن للعلى والمجد بعدك والحسب |
ومن لصنوف العلم يحوي عيونها |
|
ومن للفتاوى والمدارس والخطب |
ـ ٢١٥٥ ـ (٢)
[أبو بكر الصاعدي]
ومنهم علي بن [الحسن بن] إسماعيل بن صاعد أبو بكر ابن القاضي أبي علي ابن قاضي القضاة أبي الحسن ابن صاعد ، رجل نسيب ، سليم الجانب ، مشتغل بنفسه غير مشهور الفضل ، سمع الحديث من مشايخ الطبقة الثانية وكان يعيش متجمّلا في حشمة أبيه إلى أن خفّ حاله ، وكان بعيش في ضيق وقلة ... ، وكفّ بصره في آخر عمره ، وقرئ عليه بعض الأحاديث.
توفي يوم الخميس السابع والعشرين من المحرّم سنة ثمان وخمس مئة.
__________________
(١) ويحتمل أن يقرأ : أكالب.
(٢) منتخب السياق ١٣٤٢ ، وتقدمت ترجمة أبيه وأخيه الحسين.