ثمّ عاد إلى مرو ، ودرّس في مدرسة أصحاب الشافعي ، ورفع نظام الملك قدره ومنزلته ، وعظّمه وصار من الكبار والأعيان.
ولم يزل محترما موقّرا إلى أن توفي في شهر ربيع الآخر سنة سبع وثمانين وأربع مئة.
وله تصانيف في الخلاف مشهورة مثل الاصطلام والبرهان ، وكذلك في الحديث ، وأملى مدّة الحديث.
ـ ٢٢٣٨ ـ (١)
[أبو سعد الصفّار]
ومنهم منصور بن محمد بن القاسم [بن حبيب] الصفّار الشيخ الفقيه أبو سعد ابن الإمام أبي بكر الصفار.
وقد تقدّم ذكر أبيه وجدّه ، وهذا رجل سديد فاضل من بيت العلم والثروة والمروّة ، وجدّهم أبو علي القاسم خطيب المحافل بنيسابور.
تفقّه وحصّل شيئا من العلم ، وحضر درس الإمام زين الإسلام ، وسمع الحديث من مشايخ الطبقة الثانية المتقدّمين والمتأخرين ، وكان يسكن غالب أمره ناحية الرخ يشتغل بأمر ضيعة له بها ، وكان سخي النفس.
توفي بقريته [في] السابع من شوال سنة ست وخمس مئة.
الطبقة الأولى
ـ ٢٢٣٩ ـ (٢)
[أبو القاسم الغزنوي]
السلطان محمود بن سبكتكين ، يمين الدولة ، وأمين الملّة أبو القاسم ابن ناصر الدين أبي منصور والي خراسان أربعين سنة ، وكان عالي الجدّ ، ميمون الاسم ، مبارك الدولة على الرعية ، صادق النيّة
__________________
(١) منتخب السياق ١٥٠٢.
(٢) الغزنوي : سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٨٣ نقلا عن السياق وغيره ، ولاحظ تعليقة المنتخب ١٥١٠.