ما يشبه الحجرة القائمة بذاتها فى وسط المعبد ، وهو أسلوب فى العمارة لحظته فى معبد الدكة ثم فى معبد فيلة. وفى داخل الهيكل عمودان واطئان. ورأيت فى قدس الأقداس حطام أعمدة ملقاة على الأرض ، ولم أر مثل هذا فى قدس أى معبد مصرى. وفى جدران القدس فجوات مظلمة واطئة ، ونوافذ أو كوى كتلك التى تراها فى معبد دندرة ، وسقفه من كتل حجرية تمتد بعرضه ، وسمكها يزيد على ثلاث أقدام. وخلف القدس حجرة شبيهة بما فى معبد الدكة ، ويصلها به بابان. وقد سقط سقف الحجرة ، ولكن الزائر يستطيع الحكم بأن هذه الحجرة كانت أوطأ من القدس ، وأن حجرة أخرى كانت مبنية فوقها. وفى جدران هذه الحجرة فجوات عديدة تؤلف الفجوة منها خلوتين واحدة وراء الأخرى ، ويفصلهما باب ضيق ، ولا تتسع الخلوة إلا لشخص واحد ، والخلوتان تغلقان من أمام بحجر يمكن رفعه عند الحاجة. ولعل هذه الحجر الصغيرة كانت زنزانات يحبس فيها المتمردون من القساوسة ، أو صوامع يوضع فيها الراغبون فى احتراف الكهانة تحت الاختبار. وشاغل الحجرة فيها كان رهين محبسها بكل معنى الكلمة ، فإنك لن تجد فيها ـ بعد أن تثبت الحجر الخارجى فى موضعه منها ـ ما يشعر بوجود فجوة خلف الحجر. وقد لحظت داخل حجرة منها حجرا مجوفا لعله تابوت ، ولكننى لست واثقا من هذا.
وجدران الهيكل وقدس الأقداس تكسوها الرسوم التى ما زالت ألوانها محتفظة بروائها أكثر من رسوم معبد فيلة ، والفضل فى هذا راجع إلى طبقة الملاط التى كسا الاغريق بها الجدران ليرسموا عليها صور قديسيهم ، ولكن أكثر هذه الطبقة تساقط. والألوان الغالبة فى رسوم المعبد هى الأحمر والأزرق والأخضر والأسود. وقد لون أوزيريس الصقرى الرأس ، الحامل العكاز فى إحدى يديه ، بلون أخضر فاتح ، وطليت نسوة ممسكات بأزهار اللوتس بلون أسود ، أما الثياب المخططة الملونة التى يرتديها أوزيريس ذو التاج فزاهية براقة. والشعر فى كل هذه الرسوم أسود اللون وإن يكن فى بعضها أزرق. وتملأ النقوش الهيرغليفية الحمراء اللون ما بين هذه الرسوم من فراغ. وفى أسفل جدران القدس الجانبية رسوم لأفراد بجانب كل منهم حيوان ، وهو إما ثور أو غزال أو إوزة. وعلى جدران المعبد