عليها باب المستودع. ويشبه هذان المعبدان من الجرانيت نظيرين لهما فى فيلة ، ولكنهما يختلفان عن معبد قاوAntaeopolis الذى يكبرهما كثيرا (١) كذلك ليس فى داخل المعبدين نقوش هيرغليفية ، أما معبد قاو فداخله حافل بالرسوم والنقوش وبعض هذه النقوش يمثل الجعارين. وعلى كل جانب من جانبى القدس فى معبد دبود غرفة صغيرة تتصل بالحجرة الضيقة الواقعة خلف الهيكل. وجدران الغرفتين عاطلة من النقوش ، ولكنها تحتوى على كوى خفية كتلك التى تجدها فى معبد كلابشة ، ولعل الغرض منها هو نفس الغرض المقصود من كوى معبد كلابشة. وكان لإحدى الغرفتين طابق علوى كحجرة معبد كلابشة ، ولكن هذا الطابق تهدم. أما سائر حجرات المعبد فسليم ، ونقوش الجدران الداخلية مشوهة ، ولكنك تستطيع أن تتبين آثارا ضئيلة من ألوانها الحائلة ، أما الجدران الخارجية فقد خلت من النقوش. وكان يحيط بالمعبد كله ـ بما فيه البوابات الثلاث التى تقوم على واجهته ـ سور هو اليوم متهدم. ولحظت فى أرض البهو المحطمة أسسا حجرية عميقة بنى عليها المعبد ، ولن أستغرب إذا أسفرت الكشوف فى هذا المعبد وفى غيره من المعابد المصرية عن حجرات تحت الأرض ، فهذا يستقيم تماما مع الروح التى اتسم بها الكهنوت المصرى القديم.
ويخيل إلىّ أن معبد دبود قد بنى فى بدء اضمحلال الفن المصرى ، فأعمدته ونقوشه تحكى أعمدة فيله ونقوشها ، ولكن شتان بين جمال الأصل والتقليد. ويبدو أن معبد مرواو الصغير يرجع إلى هذا العهد نفسه وإن كانت صنعته أدق. وهكذا تقدم لنا أرض النوبة نماذج من شتى عصور العمارة المصرية ، والحق أنك لا تستطيع تقصى تاريخ هذه العمارة إلا فى النوبة ، إذ يبدو أن ما تخلف من معابد فى أرض مصر (فيما خلا معبد القرنة) قد بنى كله فى عهد بلغ فيه فن المعمار الغاية أو ما يقرب من الغاية. ولو طلب إلىّ أن أرتب المعابد النوبية حسب عصور بنائها لرتبتها كما يلى.
(١) أبو سمبل ، (٢) قرشة. (٣) الدر (٤) سمنة. (٥) بلّانة (٦) الحصاية. (٧) السبوع. (٨) العمارة وكلابشة. (٩) الدكة والمحرقة
__________________
(*) بالقرب من طريق الكباش الغربى بالكرنك معبد من كتلة حجرية واحدة ملقى على الأرض ، وهو شبيه بمعبد قاو ولكنه أصغر.