(١٠) قرتاس. (١١) مرواو (١٢) دبود. (١٣) قورتة. (١٤) طافية.
وارتقينا الجبل الرملى بعد قليل ، وبعد مسيرة ساعة عدنا إلى النهر ثانية عند وادى شيمة الواح. وهنا معدية صغيرة أردت أن أعبر عليها إلى البر الشرقى لرغبتى فى زيارة جزيرة فيلة ، فليس على البر الغربى طريق صالح لسير الإبل ، والطريق المعروف من دبود يخترق الجبل حتى يبلغ البر المواجه لأسوان. ولما لم يكن لدينا قرب منفوخة نشد إليها عنقى البعيرين ، فقد شددنا حبالا حول جسميهما ، وقطرناهما للبر الشرقى إلى جوار القارب. ولكن القارب كان مثقوبا ، ولم يكن به غير صبيين يجذفان ، فأنفقنا أكثر من ربع ساعة فى العبور ، ووصل أحد البعيرين إلى البر وقد أشرف على الهلاك. وليس هناك أكثر من ستة قوارب للعبور فى المسافة بين فيلة والدر ، وتجدها عند دبود وكلابشة ودهميت وقرشه والدكة والسبوع. أما فى جنوب الدر فلن تجد قاربا واحدا حتى تبلغ حدود دنقلة. ويدفع كل فلاح للمعداوى حفنة مما يحمل من زاد ، أو ملء ذراعه تبنا أو نحوه ، أما النسوة فيعبرن مجانا. ورسونا عند ساق الجمل ، وهى القرية التى بت فيها ليلة رحيلى عن أسوان ، ومن ثم عبرنا الجبل ثانية قاصدين فيلة من نفس الطريق الذى سلكناه من قبل.
كان الوقت ظهرا حين زرت هذه الجزيرة المشهورة. ولأهالى البربا (وهى قرية صغيرة على البر الشرقى) قارب ينقلون به زوارها الكثيرين ، فقلّ من يعود من التجار المصريين ، الذين يقصدون أسوان فى تجارة ، دون أن يزور الشلال وفيلة. ولما لم يكن فى هذه الناحية حكومة منتظمة ، فقد استغل أهالى البربا اضطرار الأغراب من الزوار لاستخدام قاربهم ، فاشتطوا فى الأجر الذى يتقاضونه منهم. فما ان يدنو الزائر من القارب حتى يطبق عليه ستة منهم يزعمون له أنهم أصحاب القارب ، ويطلبون أجرة عبوره فيه ، فى حين يطالبه ستة آخرون ، يزعمون أنهم سادة الجزيرة ، بمبلغ آخر نظير سماحهم له بزيارتها. ودخلت القارب ، وكان الأهالى يحسبوننى رسول الباشا فى طريقى إلى الدر ، فتكاثروا علىّ ، وطلبوا منى ستة قروش لقاء عبورى للبر والسماح لى بزيارة الجزيرة ، وهو بلا ريب أجر زهيد لمشاهدة أثمن أطلال مصر القديمة. ولكنى صممت هذه المرة على ألا يغرر بى هؤلاء اللصوص ،